شاركت الإمارات والبحرين في «طواف إيطاليا» الذي استضافته إسرائيل
تصريحات نتنياهو ذات الطابع «الحميمي» تؤكد التقديرات الرائجة عن أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سينعكس إيجاباً على مسار قطار التطبيع. وهو ما بدأ يظهر بوضوح في مجاهرة المنابر الإعلامية السعودية بالدعوة إلى «تحالف إقليمي» على قاعدة «عدو عدوي هو صديقي» من «أجل درء الخطر الإيراني». دعوات تتذرّع بـ«النظرية المكيافيلية» لتبرير التطبيع مع إسرائيل، لكن أصواتاً مرافِقةً لها باتت لا تجد حرجاً في إعلان الودّ للإسرائيليين، والتشجيع على الاعتراف بوجودهم وتكريس احتلالهم. ولعلّ ما أدلى به أمس المدير السابق لـ«مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية» ــ الذي يديره حالياً «صقر التطبيع» أنور عشقي ــ عبد الحميد الحكيم، يعدّ نموذجاً بالغ الدلالة عن ذلك، إذ تقدّم الحكيم بـ«التهنئة لدولة إسرائيل شعباً وحكومة بمناسبة هذا الحدث التاريخي (نقل السفارة الأميركية إلى القدس)»، بعدما كان دعا العرب إلى «استغلال الفرصة التاريخية» بـ«قبول قرار ترامب بشأن القدس، واستثماره سياسياً لمصلحتكم».
هذا التجرّؤ على كسر أي محظورات كانت تغلّف الخطاب الخليجي تجاه إسرائيل في ما مضى، ليس إلا استكمالاً لمسلكٍ «تطبيعي» لا تفتأ المؤشرات تتوالى إلى أنه ماضٍ بالسرعة القصوى. يوم السبت الفائت، كشفت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية أن سفيري الإمارات والبحرين في واشنطن، يوسف العتيبة وعبد الله بن راشد آل خليفة، التقيا نتنياهو في العاصمة الأميركية في آذار مارس/ المنصرم، موضِحةً أن اللقاء كان بداية مع المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية براين هوك، قبل أن يحضر نتنياهو وزوجته و«تحصل أحاديث ودية وتعلو الضحكات». وهي واقعةٌ رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أنها تجلّي «العلاقات الهادئة بين تل أبيب وأبو ظبي وبعض من جيرانها العرب، الذين يزداد اقترابهم من إسرائيل، رغم عدم اعترافهم رسمياً بوجودها».
«الاقتراب» هذا لا يقتصر على الجانبيَن السياسي والإعلامي، بل يتعدّاهما إلى الرياضة والترفيه، بهدف تحطيم الحواجز النفسية الحائلة دون تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتهيئة الأجواء لخطوات «تاريخية» لم تعد مستبعدة، من مثل زيارة الرئيس المصري السابق أنور السادات إلى تل أبيب. بخلاف ذلك، لا يمكن فهم اشتراك الإمارات وجهاً لوجه مع إسرائيل في بطولة أوروبا المفتوحة لكرة الشبكة يوم الجمعة الماضي، والذي علّق عليه المسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوناتا جونين، بالقول: «الرياضة تنتصر وإسرائيل والإمارات يداً واحدة في بطولة كرة الشبكة»، وقبله بحوالى أسبوع مشاركة الإمارات والبحرين في سباق «طواف إيطاليا 2018» الذي استضافته إسرائيل أوائل الشهر الجاري، في خطوة أثارت اغتباط المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفير جندلمان، الذي غرّد قائلاً: «أهلاً وسهلاً بفريقي الإمارات والبحرين اللذين يشاركان في سباق طواف إيطاليا».