في ختام زيارته لباريس، بعد توقيع اتفاقات بأكثر من 18 مليار دولار مع فرنسا، أعلن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أنّ السعودية قد تشارك في ضربات محتملة ضدّ «نظام دمشق»، رداً على الهجوم الكيميائي المفترض، السبت الماضي، في مدينة دوما.جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تركّز فيه الحديث حول سوريا وإيران، فيما تمّت الإشارة إلى اليمن من «الجانب الإنساني»، وبإشارة مقتضبة إلى مبيعات الأسلحة الفرنسية إلى السعودية.

ماكرون: قد نضرب سوريا
في المؤتمر الصحافي، أعلن ماكرون أنّ بلاده ستتخذ قراراً بشأن تنفيذ ضربات عسكرية على «منشآت أسلحة كيميائية سورية»، خلال أيام، بعد مزيد من المشاورات مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وهذا أبرز ما قاله:
العنصر الثالث هو الخطوط الحمراء التي حددتها فرنسا. هذه الخطوط الحمراء التي اتفقت عليها قوى أخرى، لا علاقة لها بالمناقشات الدائرة في مجلس الأمن الدولي
في هذا السياق، سنواصل تبادل المعلومات الفنية والاستراتيجية مع شركائنا، ولا سيما بريطانيا وأميركا، وسوف نعلن قرارنا خلال الأيام المقبلة
إذا تقرر توجيه ضربات، فلن تستهدف حلفاء الحكومة السورية أو أي شخص بعينه، لكنها ستستهدف منشآت الحكومة السورية الكيميائية
روسيا انتهكت قرار مجلس الأمن الدولي بشأن الهدنة في سوريا.
أما ابن سلمان، فقال إنّ بلاده قد تشارك في ضربات محتملة ضد «نظام دمشق»، رداً على سؤال بشأن إمكانية انضمام بلاده إلى عمل عسكري ضدّ سوريا، موضحاً أنه «إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك، فسنكون جاهزين».

اليمن: «الأخطاء تحدُث»
أما عن اليمن، فقد أعلن الرئيس الفرنسي أنّ باريس ستنظّم «مؤتمراً إنسانياً» حول اليمن بحلول الصيف: «سننظّم هنا في الصيف مؤتمراً إنسانياً حول اليمن في باريس»، في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من «أسوأ أزمة إنسانية في العالم» يشهدها هذا البلد، في ظل العدوان السعودي المتواصل عليه.


في السياق ذاته، قال ابن سلمان إن «التحالف بقيادة السعودية يبذل قصارى جهده لتفادي سقوط خسائر بين المدنيين في اليمن، لكن الأخطاء تحدث في الصراعات». يأتي ذلك بعيد مطالبة عشر منظمات غير حكومية للعمل الإنساني والدفاع عن حقوق الإنسان، أول من أمس، الرئيس الفرنسي بـ«وضع اليمن في صلب محادثاته مع محمد بن سلمان»، إضافةً إلى مطالبته بوقف بيع المعدات العسكرية الفرنسية للسعودية. لكن ماكرون قال في المؤتمر الصحافي إن «كل مبيعات الأسلحة للسعودية تتم على أساس كل حالة على حدة وبما يتفق مع القانون الدولي».

«سنحدّ من نفوذ إيران»
أعلن ماكرون أنه اتفق مع ولي العهد السعودي على ضرورة «الحدّ من محاولات إيران بسط نفوذها في الشرق الأوسط». وإذ أقرّ خلال مؤتمر صحافي مع ابن سلمان بخلافات في «وجهات النظر» مع الرياض حول الاتفاق النووي الإيراني الموقّع عام 2015، إلا أنه أعلن أنهما متفقان على ضرورة «الحدّ من أنشطة إيران البالستية ونزعتها التوسعية في المنطقة».