بدأ الناخبون المصريون صباح اليوم، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المحسومة سلفاً بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية ثانية.فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها، في التاسعة صباحاً، وستظلّ حتى التاسعة من مساء اليوم والغد ويوم الأربعاء، وهو اليوم الأخير من أيام التصويت. الناخبون المصريون الذين يبلغ عددهم 59 مليوناً، بحسب الهيئة الوطنية للانتخابات، يدلون بأصواتهم في أكثر من 13 ألف لجنة فرعية على مستوى البلاد، وذلك بعد تصويت المغتربين الأسبوع الماضي.
النتيجة الرسمية ستعلن في شهر نيسان المقبل، أو في شهر أيار، في حال حصول إعادة (جولة ثانية من التصويت)، وهو أمر غير متوقع نظراً إلى ضمان فوز السيسي.

السيسي يدلي بصوته
عرض التلفزيون المصري الرسمي لقطات ظهر فيها السيسي، وهو يدلي بصوته داخل إحدى اللجان الانتخابية في منطقة مصر الجديدة في الدقيقة الأولى بعد فتح مراكز الاقتراع.
قبيل فتح المراكز، بدأت قوات الجيش والشرطة الانتشار حول المنشآت الحيوية والمقار الانتخابية، التي أقيمت في المدارس لتأمين عملية الاقتراع، خصوصاً بعد الانفجار الذي استهدف يوم الجمعة الماضي موكب مدير أمن الإسكندرية وأسفر عن مقتل شرطيين اثنين. وكان تنظيم «داعش» قد توعّد بمهاجمة المنشآت ذات الصلة بالانتخابات ومهاجمة السيّاح في «جميع أنحاء مصر».


منافسة صورية
بات معروفاً أن المنافسة في هذه الانتخابات «صورية»، إذ يتنافس السيسي، مع مرشح وحيد وهو رئيس حزب «الغد»، موسى مصطفى موسى، الذي تقدم في اللحظات الأخيرة بتزكية برلمانية. وسبق لموسى وأعلن أن ترشحه «لا يعني منافسة السيسي»، فالمسؤول المصري غير المعروف، يُعدّ من مؤيدي الرئيس وقد انتشرت مقاطع فيديو يعلن فيها تأييده لهذا الأخير.
مرشحون بارزون كانوا قد تراجعوا عن خوض السباق لأسباب عدة، أبرزها التضييق والقمع التي سبقت الانتخابات، وهم الناشط اليساري خالد علي، البرلماني السابق محمد أنور السادات، ووزير الخارجية الأسبق، أحمد شفيق.
كذلك، استبعد رئيس الأركان السابق، سامي عنان، من كشوف الناخبين، لـ«مخالفته القوانين العسكرية»، بعد أيام من إعلان نيته الترشح للرئاسة، بالإضافة إلى اعتقال مرشحين محتملين هما السياسي عبد المنعم أبو الفتوح والضابط أحمد قنصوة.


تعويل على المقاطعة
في انتخابات عام 2014، نال السيسي أكثر من 23 مليون ناخب (أكثر من 96%). وفيما وصلت نسبة المقاطعة في تلك الدورة إلى 37% من الناخبين، شارك في تلك الانتخابات أكثر من 25 مليون شخص من نحو 53 مليوناً، يحق لهم التصويت. وفي حينه، حلّ السياسي الناصري، حمدين صباحي، في المركز الثالث بنحو 757 ألف صوت (3.9%)، خلف الأصوات الباطلة التي وصلت إلى نحو مليون صوت. أما بالنسبة إلى الاستحقاق الحالي، فقد أعلنت قوى يسارية وليبرالية وإسلامية مقاطعتها الانتخابات، في مقابل دعوات متتالية للسيسي وأحزاب وقوى مؤيدة له إلى المشاركة الكبيرة.


رابع انتخابات «تعددية»
منذ قيام الجمهورية، شهدت مصر أربع انتخابات تعددية فقط، في وقت سُجلت أول انتخابات في عام 2005، بحيث يستمر من سيفوز فيها بالحكم لأربع سنوات.
وتُعدّ انتخابات عام 2012 الرئاسية، الأولى بعد «ثورة يناير»، أكثر انتخابات شهدت مشاركة رسمية لمرشحين، إذ وصل عددهم إلى 13، يليها انتخابات 2005 بعشرة مرشحين، ثم انتخابات 2014 والحالية، بمرشحين اثنين فقط في كل منهما. وفي عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، شهدت البلاد أربعة استفتاءات (1981، 1987، 1993، 1999) بنسبة تتراوح بين 96 و98 بالمئة، قبل أن يجري عام 2005 تعديلات دستورية، تحت مطالبات داخلية بالديموقراطية، تسمح بمنافسة تعددية بين أكثر من مرشح للرئاسة.