القاهرة ــ الأخبارشهدت الأيام القليلة الماضية تحرّكاً لأجهزة في الدولة المصرية بهدف دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن تُقام في شهر أيار/ مايو المقبل. جاء التحرك بالتزامن مع استعراض «الإنجازات الرئاسية» عبر افتتاح مشاريع الإسكان وتدشين المدن الجديدة بالرغم من عدم جاهزيتها لاستقبال المواطنين. وتكثر تلك المناسبات هذه الأيام، إذ يتفقد السيسي أعمال الإنشاء وإعلان وضع الحجر الأساس في تلك المدن.

صحيح أنّ جميع الأجهزة لديها قناعة تامة بأن السيسي يستطيع تجاوز الانتخابات بسهولة، لكن تُمثِّل مسألتا نسبة المشاركة والنسبة التي سيحصل عليها من أصوات الناخبين، الشغل الشاغل خلال الفترة الحالية، ولا سيما بعد إعلان النائب السابق محمد أنور السادات، اعتزامه الترشح إلى السباق الرئاسي، وفي وقتٍ تجري فيه نقاشات في أوساط المعارضة بشأن الموقف من الانتخابات واحتمال اتفاقها على شخصية يجري ترشيحها في مواجهة السيسي.
وتبدو أجهزة الدولة في حالة استنفار هذه الأيام، ولا سيما وزارة الداخلية و«جهات سيادية»، فيما لم يتدخل الجيش حتى الآن.

غابت الحملات المؤيدة عن المحافظات واقتصر وجودها على القاهرة
وانطلقت حملة «علشان نبنيها» برعاية هذه الجهات من أجل جمع توقيعات شعبية بالاسم و«الرقم القومي»، لمطالبة السيسي بالترشح للانتخابات الرئاسية. حملات هدفها حتى الآن إيصال رسالة إلى السيسي مفادها أن الملايين لا يزالون يؤيدونه، وأن ترشحه هو مطلب شعبي. وجاء ذلك مصحوباً بتركيز للإعلام الرسمي على هذا الأمر، حيث انبرى هذا الإعلام في الأيام الماضية لتأكيد أنّ «الجنرال» هو المرشح الذي يحظى بأعلى نسبة تأييد في الشارع.
وجاءت الحملة بالتزامن مع ازدياد حالة الغضب في الشارع وتوقف نشر استطلاعات الرأي حول نسبة تأييد السيسي، واستعادة الحديث الإعلامي عن دور الرئيس في مواجهة الإرهاب وفي عملية التنمية. خطوات من شأنها تحسين صورته أمام الرأي العام بمشاركة عدد من الإعلاميين والفنانين مثل ما حدث في انتخابات 2014، علماً بأن الظروف الآن مختلفة كثيراً عما كانت عليه في حينه.
وفي وقتٍ حاولت فيه حملة التوقيعات الاستفادة من الوجوه الفنية والإعلامية الداعمة للسيسي، انطلق عبر موقع «تويتر» وسم «مش عايزينك» رداً على وسوم «عشان تبنيها». مع العلم بأن الانتقادات التي تطاول السيسي باتت تصدر عن بعض الأنصار السابقين للرئيس، وفي مقدمتهم الناشط السياسي حازم عبد العظيم، الذي تولى مسؤولية لجنة الشباب في حملة السيسي خلال الانتخابات الماضية.
وعكست ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي حالة الغضب الجماهيري، غير أن هذا الغضب لم يُترجَم في الشارع بعد لأسباب عدة، لعلّ أبرزها الإجراءات الأمنية المشددة.
وحتى الآن أخفقت الأجهزة التي أطلقت حملات التأييد، في الحضور خارج القاهرة، في وقت تغيب فيه أي تحركات على الأرض في المحافظات، علماً بأن عدداً من نواب «ائتلاف دعم مصر» المشكِّل للغالبية البرلمانية انضموا إلى الحملة خلال الأيام الماضية، معلنين تأييدهم للسيسي باعتباره «الشخص الأنسب للرئاسة».