لا تزال ردود الفعل الفلسطينية على وضع شرطة العدو الإسرائيلي بوابات إلكترونية لكشف السلاح، على أبواب المسجد الأقصى، تتوالى وتتصاعد رفضاً لهذه الخطوة؛ فمنذ تنفيذ الشهداء محمد أحمد جبارين، ومحمد مفضل جبارين، ومحمد حامد جبارين، عملية إطلاق النار التي قتل فيها شرطيان إسرائيليان في حرم المسجد الأقصى، وإسرائيل تزيد إجراءاتها الأمنية، وقمعها المقدسيين في محيط المسجد.
وبعد وضع شرطة العدو تلك البوابات، رفض المصلون الدخول إلى المسجد عبرها، واعتصموا أمام باب الأسباط، مطالبين بإزالتها وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل تنفيذ العملية الأسبوع الماضية. ولليوم الثالث على التوالي، يرفض موظفو دائرة الأوقاف الإسلامية وحراس المسجد الأقصى الدخول عبر البوابات المذكورة. لكن، للمرة الأولى بعد «عملية الأقصى»، اقتحمت مجموعات من المستوطنين باحات الأقصى من باب المغاربة، في ظل غياب الحراسة، وخاصة مع غياب المصلين.

حذرت «حماس» و«الجهاد»
في بيان مشترك من تبعات إغلاق الأقصى

الإجراءات الأمنية الإسرائيلية في محيط الأقصى دفعت حركة «فتح» إلى إعلان نهار غد «يوم غضب» نصرة للأقصى. وبعد اجتماع لعضو اللجنة المركزية للحركة ومفوض عام التعبئة والتنظيم جمال محيسن بأمناء سر الأقاليم بدعوة من «إقليم القدس»، أعلنت الحركة «شدّ الرحال (غداً) نحو المسجد الأقصى». ورفض بيان صدر عن المجتمعين «وضع بوابات إلكترونية على أبواب الأقصى»، مطالباً بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة.
في السياق، أكد رئيس المكتب السياسي لـ«حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس» إسماعيل هنية، أن «شعبنا الفلسطيني ومقاومته لن يسمحا بتمرير مخططات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك». وأشار هنية إلى أنه «في تطور خطير لخطوات الكيان الصهيوني من أجل تقسيم الأقصى كمقدمة للسيطرة الكاملة عليه، قامت حكومة الكيان الغاصب بإغلاق الأقصى ومنع أداء صلاة الجمعة فيه للمرة الأولى منذ نحو نصف قرن».
وفي بيان مشترك، رأت حركتا «الجهاد الإسلامي» و«حماس» أن إجراءات العدو «تهدد بإشعال المنطقة بأسرها وتنذر بحالة من الحرب التي تُصرّ الحكومة المتطرفة على أن تكون حرباً دينية من خلال ما تتخذه من سياسات عنصرية حاقدة بحق المسلمين ومقدساتهم في فلسطين». وقالت الحركتان إن «الأقصى خطٌ أحمر والمساس به أمر لا يُمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال».
كذلك، دعت الحركتان إلى «وقف الإجراءات الصهيونية ورفع يد الحكومة المتطرفة عن الأقصى، وعودة السيادة عليه إلى دائرة الأوقاف الإسلامية كما كانت... ووقف اقتحامات المستوطنين لساحاته الشريفة والكف عن ملاحقة المصلين والمرابطين هناك». وحذر البيان من «عواقب ذلك على العدو... ومن أن استمرار عدوانه وعدم كف يده سيؤدي إلى تصعيد كبير يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعياته».