بغداد | لم يعد العراق، الحليف المفترض للولايات المتحدة، قادراً على الانتظار أكثر تحت رحمة التسليح الأميركي، الذي كان على شكل دفعات، قبل أن يُقرر الكونغرس مؤخراً وضع شروط على بغداد مقابل التسليح، أبرزها «إنهاء دعم الحكومة العراقية للحشد الشعبي الذي يقاتل بجانب القوات الحكومية هناك».في المقابل توجد بين العراق وروسيا صفقة تسليح عقدت قبل سنوات، شابتها ملفات فساد، أقيل على إثرها المتحدث باسم الحكومة العراقية السابقة علي الدباغ.
ثمة اعتقاد يدور الآن في بال رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، بأن انتظار الولايات المتحدة أكثر أمر غير مبرر. لذا قرر تلبية دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لزيارة موسكو في الحادي والعشرين من شهر أيار الحالي.

مصادر مطّلعة في مكتب العبادي أوضحت لـ«الأخبار» أن «العراق الآن بحاجة إلى السلاح، وهذا ما سيركز عليه (رئيس الحكومة حيدر) العبادي خلال زيارته لروسيا»، وتضيف أن «الوضع الاقتصادي الذي يمر به العراق الآن يحتّم عليه البحث عن السلاح بالدفع الآجل، وربما هذا ما سيتحقق مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتن».
وتشير المصادر إلى «وجود تفاؤل كبير بأن تبيع روسيا السلاح للعراق رغم عدم توفر الإمكانات المادية حالياً، لأنها باتت تؤمن بأهمية دعم العراق في حربه ضد الإرهاب الذي يُهدد الأمن القومي لروسيا». وتُبين المصادر الحكومية أن «العبادي سيبحث تفعيل الاتفاقات السابقة في المجال العسكري، التي توقفت خلال السنوات الأخيرة»، مشيرةً إلى أن «وزراء الداخلية والدفاع والنفط والخارجية سيرافقون العبادي إلى موسكو».
وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قال في تصريح إلى «الأخبار»، خلال زيارته لبغداد منذ فترة، إن «روسيا تدعم العراق في الحرب التي يخوضها ضد الجماعات الإرهابية، وهي شريك أساسي فيها، خاصة أن الحرب التي يخوضها العراق الآن بالنيابة عن العالم وليس عن أرضه فقط».
وأشاد بوغدانوف بجهود الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب، التي «أبعدت الخطر عن دول العالم بالضربات الموجهة للتنظيمات الإرهابية».
المتحدث باسم رئيس الحكومة، سعد الحديثي، أوضح أن «العراق يستهلك سلاحاً كثيراً في الحرب التي يخوضها ضد تنظيم «داعش»، خاصة الأسلحة الخفيفة التي تُسحب بشكل مستمر من مخازن وزارة الدفاع العراقية».
ويقول الحديثي في تصريح إلى «الأخبار» إن «العراق يمر بظرف اقتصادي صعب، يحتّم عليه طلب الدعم أكثر من المجتمع الدولي، خاصة الدول الكبرى المصنّعة للسلاح».
وتأتي زيارة العبادي لموسكو في ظل ضغوط كبيرة يتعرض لها رئيس الحكومة بشأن التسليح. ففي الوقت الذي يحتاج فيه الجيش العراقي وباقي التشكيلات الأمنية إلى السلاح، تطالب عشائر «سُنية» غربي البلاد و«البشمركة» بالتسليح، وهذا ما يضعه في موقف حرج أمام الكم الهائل من الضغوطات.
نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، اسكندر وتوت، يُشجع على «إيجاد منفذ آخر غير الأميركي لتسليح القوات العراقية منه، وعدم الاعتماد عليها». ويقول في تصريح إلى «الأخبار» إن «الولايات المتحدة يبدو أنها غير جادة في الإسراع بتسليح القوات العراقية التي دفعت مبالغ التسليح منذ وقت سابق».
ويضيف أن «العراق يبحث عن السلاح من أي مكان، لأن الحرب التي يخوضها لا تحتمل التأجيل والانتظار غير المبررين من الولايات المتحدة الأميركية».
وشملت صفقة وقّعها العراق في وقت سابق مع روسيا شراء 30 مروحية هجومية و42 من أنظمة الصواريخ «بانتير ـ اس 1» أرض جو. يذكر أن العراق يستخدم طائرات روسية من نوع «ام اي ـ 35» في المعارك التي تخوضها قواته ضد تنظيم «داعش».
وخسر العراق بعد أحداث الموصل أسلحة كبيرة في محافظتي صلاح الدين والموصل، بعد أن سيطر تنظيم «داعش» على مخازن أسلحة تُجهز فِرقاً عسكرية بشكل كامل.