بعدما تمكّن حزب «كديما» من جذب جمهور وسط اليسار الذي يصوّت عادة لـ«العمل»، يبدو أن التكتل اليساري الجديد المزمع إنشاؤه سيوجّه ضربة قاسية لهذا الأخير، عبر جذب ما بقي من جمهور يساري يُفترض أنه يصوّت له
علي حيدر
وجّه الوزير الإسرائيلي، عامي أيالون، ضربة جديدة موجعة لحزب «العمل» ورئيسه إيهود باراك، بإعلانه الانسحاب من الحزب وانضمامه إلى إطار سياسي جديد، فيما تتواصل المشاورات بين عدد من الشخصيات السياسية الإسرائيلية لإنشاء حزب اليسار الجديد، الذي سيضم حركات وشخصيات سياسية يسارية، مركزها حزب «ميرتس».
وقال أيالون، في مؤتمر صحافي، أمس، إن «حزب العمل لم يعد ذا صلة، ووصل إلى مرحلة لم يعد فيها بالإمكان التوجه إلى الجمهور لإقناعه بالتصويت لمصلحته. حتى أقربائي لم أعد أستطيع أن أقنعهم بذلك. ولم أعد أستطيع التوجه إلى أصدقائي في الانتخابات التمهيدية، ولا إلى الجمهور الواسع، وإقناعهم بأن هذه هي الطريق، وأن إيهود باراك ينبغي أن يكون رئيساً للحكومة». وفسّر أيالون ذلك بأن «حزب العمل فقد طريقه»، لكنه أقرّ بأن باراك ليس هو مشكلة الحزب، بل «هي أعمق من ذلك بكثير». وأضاف أنه «كان عليه أن يكون هو الحل». وغمز من ناحية باراك عندما تحدث عن القيادة التي يطمح إليها، وأنها «قيادة تتشاور مع آخرين، وتسمع آراء متعارضة معها، قيادة متواضعة، بنمط حياة متواضع».
وأوضح أيالون أن الأخطاء التي ارتكبها كانت نابعة من قبوله قواعد اللعبة السياسية، التي هي في جزء منها «توجيه رسائل ضبابية من أجل الفوز في الانتخابات». وأكد أنه لا يوجّه اليوم «رسائل ضبابية، بل إن طريقي واضحة جداً وأنا لم أغيّر نهجي، بل أنا مستعد لاستبدال الإطار. وفي الأيام المقبلة، سأنضم إلى الجهود المبذولة لإقامة إطار سياسي جديد».
وأكد أيالون عدم خشيته خوض الصراعات، وخاصة التي يراها ملائمة، وهي التي تؤدي إلى «دفع العملية السياسية في المنطقة وإلى جدول أعمال اجتماعي، والدفاع عن سلطة القانون». ونفى أيالون أن يكون قد أجرى اتصالات مع «كديما»، وأن يكون قد التقى مع رئيسته تسيبي ليفني، كما نفى أن يكون قد طلب من رئيس «ميرتس»، حاييم أورون، «أن أكون الرقم واحد في الإطار الجديد، كما لم أطلب إجراء استطلاع رأي» في هذا المجال.
وكان أيالون قد أعلن أمام مقرّبين منه، في اجتماع عقد مساء أمس، أنه يعتزم الانسحاب من حزب «العمل». وقال أيالون، الذي شغل في السابق منصب رئيس «الشاباك» ويعتبر شخصية أمنية جاذبة للناخبين الإسرائيليين، إن «الحزب ليس أمراً مقدساً. إنه حزب بلا قوانين ويداس على أنظمته ويفتقر إلى المثالية، وليس حزباً يستحق البقاء فيه»، منتقداً «المسؤولين عن الحزب الذين يمتنعون عن قول أي شيء يغضب الآخرين».
وأثارت خطوة أيالون استياءً في صفوف «العمل»، ووصف باراك استقالته بأنها خطوة «لا تحترم ماضيه»، مؤكداً أن «الاستقالة من الحزب تضرّ، ولكنها تضرّ الشخص المستقيل أكثر».
من جهته، قال الأديب الإسرائيلي، عاموس عوز، أحد المبادرين إلى إنشاء حزب اليسار الصهيوني الجديد، إن «حزب العمل الذي يترأسه باراك، قد أنهى دوره التاريخي، وبات يفتقر إلى أجندة وطنية»، معرباً عن أمله أن «تتحول حركة اليسار الموسعة إلى بديل عن العمل. إذ على مدار سنوات، حدث ما أبعد أقوال الحزب عن أفعاله».
وأشار عوز، في مقابلة أجراها مع صحيفة «هآرتس»، إلى أنه يأمل أن «تُترجم القدرة الكامنة في الحركة اليسارية الجديدة إلى قائمة مرشحين للكنيست، مؤلّفة من قادة حزب ميرتس والذين انسحبوا من حزب العمل، إضافة إلى حزب الخضر وشخصيات إسرائيلية أخرى».
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن وزيرة التربية، يولي تامير، إضافة إلى عضو الكنيست أوفير بينس، وهما من أقطاب حزب «العمل»، قد أبلغا باراك أنهما لا يعتزمان الانسحاب من الحزب والانضمام إلى الإطار اليساري الجديد.
في المقابل، أعلن القيادي في «الليكود»، عوزي لانداو، المعروف بتوجهاته اليمينية المتطرفة، نيّته المنافسة في الانتخابات التمهيدية على رئاسة هذا الحزب.
إلى ذلك، أعلن عضو الكنيست عن «كديما»، زئيف الكين، استقالته من الحزب، متهماً تسيبي ليفني بتحويله إلى حزب يساري». وقال «تتبنّى أفكاراً راديكالية، وينبغي تسميتها الممثّلة البارزة لنهج اليسار».