بعدما خيّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، واشنطن بين إلغاء نشر صواريخ «اسكندر» في كالينينغراد، في مقابل تراجعها عن نشر الدرع الصاروخية في بولندا وتشيكيا، ندّد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بالتهديد الروسي قائلاً إن «الإدارة الأميركية الجديدة لا تستحق استقبالاً كهذا»، مضيفاً أن «ملاحظات استفزازية كهذه خاطئة ولا جدوى منها». وقال غيتس، في ختام اجتماع وزراء دفاع حلف شمالي الأطلسي مع أوكرانيا في تالين، «نقول لروسيا ألا تخشى درعاً دفاعية مضادة للصواريخ، ولا وجود دول ديموقراطية في محيطها». وأضاف أنه «بدلاً من إطلاق مثل هذه التصريحات التي تذكّر بحقبة ولّت، تفضّل الولايات المتحدة أن تعمل روسيا معنا لمحاربة الأخطار التي تهدد أمن البلدين»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «واشنطن ستستمر في البحث عن علاقات بنّاءة وإيجابية مع الحكومة الروسية».
في المقابل، كرّّر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، تصريحات لافروف، معلناً «استعداده للتراجع عن قراره نشر رؤوس نووية في كالينينغراد، إذا تخلّى الرئيس الأميركي عن مشروع نشر درع صاروخية في بولندا وتشيكيا». وقال إن «قرار الإدارة الأميركية من دون موافقة أوروبا وحلفائها في منظمة حلف شمالي الأطلسي يعدّ مشكلة رئيسية». وأضاف مدفيديف «سألنا شركاءنا الأميركيين مراراً عن جدوى هذا النظام وفاعليته وعمن يستهدف، ولم نحصل على الجواب الملائم، بل أكثر من ذلك، قدّمنا اقتراحات تناولت نظام دفاع شامل واستخدام أنظمة الرادار لدينا ولدى حلفائنا في أذربيجان ولم يسمعنا أحد. لا يمكننا أن نقف صامتين في وجه النشر الأحادي للصواريخ والرادارات». إلا أنه أبدى استعداد بلاده «للتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإيجاد نظام حماية شامل». وعن علاقته بالرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، قال مدفيديف «أجريت اتصالاً هاتفياً جيداً به، ونأمل إقامة علاقات صريحة وحلّ المشاكل العالقة مع الإدارة الأميركية المقبلة». وتطرّق إلى الشأن الداخلي معلناً أنه «باق في منصبه حتى نهاية السنوات الأربع من ولايته»، موضحاً أن «التعديلات التي اقترحها ليست بمفعول رجعي ولا تنطبق في حال إقرارها إلا على الرئيس الذي سيخلفه».
إلى ذلك، حث رئيس وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية الجنرال هنري أوبرينج، الرئيس المنتخب باراك أوباما، على الالتزام بخطط إدارة الرئيس جورج بوش بنشر دفاعات صاروخية في شرق أوروبا.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)