ليفني تحذّر «حماس» من القاهرة وأبو الغيط «يتفهّم»... ومصر تعزّز إجراءاتها الأمنيّة يبدو أن إسرائيل حسمت قرار العدوان على غزة، المتوقّع أن يبدأ تنفيذه خلال أيام، داعية العالم إلى تفهّمها. قرار مهّدت له بمجموعة من التصريحات النارية لمسؤوليها، رافقه تحذير مصري من فقدان السيطرة في القطاع. أما النتيجة على الأرض، حتى أمس، فهي سقوط شهيد
ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن «الحكومة المصغّرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) أعطت خلال اجتماعها، الأربعاء الماضي، ضوءاً أخضر للجيش لشنّ حملة عسكرية محدودة، تشمل غارات جوية وتوغلاً برياً للقوات ضد حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة».
ورجّحت «هآرتس» ألا يبدأ العدوان قبل المداولات الأمنية التي سيعقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت غداً (الأحد) لإعداد الجبهة الداخلية والوضع الإنساني في غزة، إضافة إلى حملة إعلامية في أنحاء العالم تهدف إلى الحصول على شرعية للعملية ضد «حماس».
وأفادت «هآرتس» بأن «العملية العسكرية يفترض أن تكون لفترة زمنية قصيرة نسبياً، وهدفها إلحاق أضرار بالغة بأهداف تابعة لحماس». وقالت مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي إن «العملية لن تركّز بالضرورة على وقف إطلاق الصواريخ»، ولم تستبعد أن «تستخدم حماس صواريخ ذات مدى أطول من 20 كيلومتراً».
وفي إطار الإعداد للعدوان، نقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن مصادر إسرائيلية قولها إن «السماح بدخول مواد غدائية إلى القطاع (أمس) ليس من قبيل الصدفة، بل يهدف إلى تمكين المواطنين من التزوّد بالمواد الغذائية على ضوء تصاعد احتمالات شن عملية عسكرية».
وكان قادة جهاز الأمن الإسرائيلي قد أطلقوا مواقف تصعيدية أول من أمس. إذ أعلن وزير الدفاع إيهود باراك أن «كل من يوجّه ضربات إلى مواطني إسرائيل والجيش سيدفع الثمن». أما رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي فقال إن «الجيش سيضطر إلى ممارسة كل القوة من أجل توجيه ضربات لقواعد الإرهاب».
ووجّه أولمرت نداءً أخيراً إلى الفلسطينيين في القطاع للضغط على حكامهم «لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل»، فيما شدّدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، من القاهرة، على أن «حماس يجب أن تدفع ثمن إطلاق الصواريخ. لقد طفح الكيل. إسرائيل ستغيّر الوضع في غزة».
في هذا الوقت، حذّر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من «فقدان السيطرة في قطاع غزة، إذا شنّت إسرائيل عملية عسكرية». ونقلت صحيفة «هآرتس» عنه قوله، في مقابلة خاصة، «أريد تحذير إسرائيل وحماس، من أن الأفضل لهما أن يمتنعا عن مواجهة عسكرية»، موضحاً أنه «سيختفي احتمال التوصل إلى حلّ طويل الأمد»، ولافتاً إلى أن «عملية عسكرية ستعرقل الجهود لإطلاق سراح شاليط».
وذكرت الصحيفة أن «أبو الغيط أبدى تفهّماً لرغبة إسرائيل بالردّ على إطلاق صواريخ «القسام» من القطاع»، إلاّ أنه أردف «بوجود استفزاز من كلا الجانبين، وقد كان الاستفزاز الإسرائيلي بقتل النشطاء الفلسطينيين قبل أكثر من شهر، عندما قلتم إنّ هناك نفقاً جرى حفره لتنفيذ عملية عسكرية».
كذلك هاجم أبو الغيط إيران بحجة أنها تعطي النصائح لحماس. ورأى أن «إيران تؤدي دوراً سلبياً في غزة». ونفى أن «تكون هناك عمليات تهريب أسلحة من مصر إلى غزة».
ميدانياً، استشهد الناشط في «كتائب القسام» الذراع المسلّحة لحركة «حماس»، حمزة شاهين، متأثراً بإصابته في غارة إسرائيلية قبل عشرين يوماً، شمال القطاع.
وقُتلت الطفلتان، حسنة أبو خوصة (12 عاماً) وحنين علي أبو خوصة (5 أعوام)، في انفجار قذيفة هاون أطلقتها مجموعة مسلّحة فلسطينية على الأرجح وسقطت خطأً على منزلهما في شمال قطاع غزة، بحسب المدير العام لدائرة الإسعاف والطوارئ، معاوية حسنين.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

وفي سياق محاولات كسر الحصار عن غزة، أعلن التلفزيون الإيراني أن «الهلال الأحمر الإيراني سيرسل سفينة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع. إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، أن «غالبية الإسرائيليين تؤيّد شنّ عملية عسكرية في قطاع غزة بأحجام متفاوتة».
(أ ف ب، يو بي آي)