بغداد، طهران ــ الأخباراعتراف القضاء العراقي بتعذيب الصحافي منتظر الزيدي، الذي رشق الرئيس جورج بوش بفردتي حذائه، حفّز الحملة العراقية والعالمية المتضامنة معه، بينما جاء الإعلان عن اعتقال مسؤول في «التيار الصدري» من قبل قوات أميركية وعراقية ليؤشر إلى احتمال عودة التوتّر الداخلي.
وقال أحد المسؤولين الإعلاميين في مكتب التيار الصدري في مدينة الصدر أبو زهراء، أمس، إن الشيخ فريد الفاضلي «المشرف على مشروع الممهّدون، اعتقلته قوات من الجيش الأميركي وأخرى عراقية في حي المعامل» شرق مدينة الصدر.
و«الممهّدون» مشروع ثقافي يدعو إلى التوعية والإرشاد لعناصر «جيش المهدي»، الذي سبق أن حلّه مقتدى الصدر بهدف إبعاد المسيئين عن التيار. والبرنامج عبارة عن حلقات دراسية يتلقّى فيها الطالب دروساً في الفقه والتاريخ وغيرها من العلوم الدينية فضلاً عن الكمبيوتر والإنترنت والقانون وعلم النفس.
على صعيد آخر، حيّت إيران، على لسان رئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي، «انتفاضة الحذاء» التي «تؤسس لمرحلة فشل المشروع الأميركي وتهاويه في الشرق الأوسط». ودعا، بعدما أمّ صلاة جمعة طهران، إلى تنظيم تظاهرات في إيران والعراق لنصرة الزيدي، مشدداً على ضرورة ألا «نمرّ ببساطة على انتفاضة الحذاء».
وحثّ جنتي، المقرّب من مرشد الجمهوريّة الإسلامية علي خامنئي، على توفير كل أنواع الدعم للزيدي في سبيل إطلاق سراحه ووقف تعذيبه، فيما طالبت اتحادات الطلبة في إيران، في بيان، حكومة بغداد بإطلاق سراح الزيدي. ودعت إلى تحرك واسع لدعم «صوت الشعب العراقي في مواجهة الاحتلال».
والحدث كما تراه طهران ليس عابراً. إذ إنه «هزّ العالم ولا ينبغي أن نمرّ عليه مرور الكرام، وهذا ما جنته سياسات الرئيس جورج بوش»، حسب تعبير وزير الخارجية منوشهر متكي.
أما النائب برويز سروري، فرأى أن ضرب الزيدي بوش بفردتي حذائه «ليس درساً وعبرة لبوش فحسب، بل للرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما أيضاً»، وهو المدعو إلى «تغيير جدي في السلوك والسياسات الأميركية حيال دول المنطقة»، محذراً إياه من مصير مشابه لذلك الذي لاقاه بوش. وأشار إلى أن مجلس الشورى الإيراني سيبذل كل جهد على المستوى الدولي للإفراج عن الزيدي «الذي أدخل بعمله الفرحة والسرور إلى قلب كل مسلم».
وانضم وزير الخارجية الماليزي، رئيس يتيم، أمس، إلى حملة شتّامي بوش، عندما أشاد بتصرف الزيدي على اعتبار أنه «ثأر من الغزو الأميركي لبلاده». وقال، في مقتطفات نشرت مسبقاً من كلمته في احتفال بذكرى مرور 63 عاماً على إنشاء الأمم المتحدة، «أفضل انتقام حتى الآن هو إلقاء هذا الصحافي اللافت للنظر الحذاء على الرئيس بوش الأسبوع الماضي في وداع أخير».
ويضيف رئيس الدبلوماسية الماليزية، في كلمته، «واقعة إلقاء الحذاء من وجهة نظري هي بحق أفضل سلاح دمار شامل لزعيم ابتكر مقولة محور الشر».
إلى ذلك، اعتصم عدد كبير من أفراد عائلة الزيدي عند أحد مداخل المنطقة الخضراء، وسط بغداد، مطالبين بإطلاق سراحه ومعرفة أحواله، وذلك بعد اعتراف قاضي التحقيق العراقي الذي يتولى قضية منتظر، ضياء الكناني، بأن الصحافي ضُرب بعد اعتقاله، وآثار التعذيب بارزة على وجهه وأنحاء أخرى من جسده.