عريضة نيابية لإطلاق سراح منتظر الزيديبدأ العراقيون يشحذون سيوفهم لاختيار مجالس المحافظات، في وقت يسعى فيه كل طرف إلى تعزيز نفوذه من لنيل الحصة الأكبر، رغم استمرار موجة العنف الدمويةأعرب رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، عن أمله أمس أن تصل نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع لمجالس المحافظات التي تُجرى الأسبوع المقبل، إلى ما بين 70 و80 في المئة. ودعا العراقيين، خلال لقاء مع أبناء عشيرته في بغداد، إلى «التصويت والمشاركة بأعداد كبيرة».
وقال المالكي إن الإقبال بنسبة 70 أو 80 في المئة «سيبعث برسالة إلى هؤلاء الذين يشتكون من وجود فجوة بين الشعب والحكومة وبين الشعب والعملية السياسية».
في غضون ذلك، حضّ أئمة المساجد، خلال خطب الجمعة، المصلين على المشاركة في الانتخابات. وقال إمام جمعة النجف (جنوب بغداد)، صدر الدين القبانجي، المقرب من المجلس الإسلامي العراقي الأعلى: «سيكون هناك إقبال كبير على صناديق الاقتراع لاختيار المتدينين الإسلاميين الحسينيين، لا كما تروّج بعض وسائل الإعلام من أن الناخبين سئموا المتدينين».
وفي السياق، أعلن عدد من نواب البرلمان وشخصيات سياسية، تأليف «التيار الوطني المستقل» بهدف توحيد الصفوف و«نبذ التمييز الطائفي والعرقي والديني». وقال النائب عن «حزب الفضيلة الإسلامي» (15 مقعداً)، نديم الجابري: «قرّر روّاد الوطنيّة المعاصرة الشروع بتأسيس تيار سياسي يؤطّر الفكر الوطني بعيداً عن الطائفية».
ويضم التجمع نواباً مثل الرئيس السابق للبرلمان محمود المشهداني، ورئيس كتلة «جبهة الحوار الوطني»، صالح المطلك (تسع مقاعد)، وخلف العليان عن «مجلس الحوار الوطني» (سبعة مقاعد).
ويشارك 401 كيان سياسي في هذه الانتخابات التي ستُجرى في 31 الشهر الحالي في 14 من أصل 18 محافظة عدا كركوك والمحافظات الكردية الثلاث: السليمانية وأربيل ودهوك في الشمال.
وأشارت دراسة استطلاعية أعدها مركز الميزان القانوني بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني في محافظة بابل، إلى أن 70 في المئة من الشباب فيها لا يرغبون بالمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة.
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري في بداية زيارة لتركيا تستمر ثلاثة أيام، أن العراق سيجري ثلاثة انتخابات في عام 2009، اثنان محليان والآخر عامّ، مُحذّراً من أن انسحاب الاحتلال الأميركي من بلاد الرافدين سيجعل المخاطر «مرتفعة للغاية» بالنسبة إلى العراق والولايات المتحدة. وقال إن «عام 2009 سيكون عاماً حاسماً للغاية بالنسبة إلى مستقبل العراق والاستقرار والنظام السياسي».
وأضاف زيباري للصحافيين في أنقرة عقب محادثات مع نظيره التركي علي باباجان: «لقد جرت طمأنتنا على أن سياسة الرئيس أوباما ستكون سياسة استمرارية، وأنه لن يتخذ قراراً جذرياً، وأن أي قرار سيُتّخذ عبر مشاورات مع قادة الجيش الميدانيين والحكومة العراقية».
وأضاف زيباري: «أنا شخصياً لا أعتقد أنه سيجرى انسحاب كبير من العراق، لأن المخاطر عالية للغاية بالنسبة إلى الولايات المتحدة والعراق والمنطقة والجميع».لكن وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، أكد أن انسحاب قوات الاحتلال من العراق خلال 16 شهراً كما يرغب الرئيس أوباما، هو «واحد من عدة خيارات» مطروحة حالياً. وأوضح أن أوباما «قال إنه يريد انسحاباً مسؤولاً، وقبل اتخاذ أي قرار يريد التحدّث إلى القادة العسكريين وأن يستمع إلى وجهة نظرهم. بعد ذلك سيتخذ قراراً وسننفّذه».
على المستوى الأمني، قالت الشرطة العراقية إن مسلحين قتلوا بالرصاص ثمانية أفراد من أسرة واحدة، بينهم ست نساء، في غارة شنّوها ليلاً على منزل الأسرة في محافظة ديالى الشمالية المضطربة، مضيفة أن المسلحين اختطفوا رجلاً وامرأة من منزل الأسرة في قرية قرب بلد روز شمالي بغداد.
كذلك أعلن الجيش الأميركي مقتل جندي من الاحتلال في العراق، مدّعياً أنه سقط «في حادث غير قتالي». وهو أول جندي أميركي يقتل بعد تسلم باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة.
إلى ذلك، عادت قضية الصحافي منتظر الزيدي إلى الظهور. وقال النائب محمد الدايني، في بيان أمس: «إن ثلث أعضاء مجلس النواب، وقّعوا على اللائحة القانونية المقدّمة إلى رئاسة المجلس، التي طالبوا بموجبها بإطلاق سراح الزيدي» الذي رشق الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بفردتي حذائه الشهر الماضي.
(أ ب، الأخبار، أ ف ب، رويترز)