معدّل البطالة في البارد والبداوي 26.6%أظهرت دراسة استقصائية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي نفّذتها مؤسسة البحوث والاستشارات بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، أن دخل الأسر التي تعيش في المنطقة المحيطة بمخيّم نهر البارد تأثر تأثّراً بسيطاً بأحداث المخيم، إذ سجلت معدل انخفاض بنسبة 5 في المئة في أيلول 2008. وقد ارتفعت نسبة التشريد أيضاً 32 في المئة في البلدات القريبة من المخيم و11 في المئة للبلدات البعيدة عنه نسبياً، فيما ارتفع معدل البطالة في مخيمي البارد والبداوي من 9.7 في المئة قبل الأزمة إلى 26.6 في المئة في أيلول الماضي... وبشكل عام، تقول الدراسة، إن «الصراع أثّر على سكان المخيم إلى حد كبير فاق درجة تأثّر سكان المنطقة المحيطة به».
وتفيد الدراسة الهادفة إلى تقويم ظروف المعيشة في مرحلة ما قبل الصراع وما بعده للأسر التي تعيش في المنطقة المجاورة لمخيم نهر البارد، وقد شملت ألف أسرة تعيش في ست بلدات هي: بحينين، ببنين، دير عمار، المنية، المحمرة والبداوي، وقد خلصت إلى المعطيات الآتية:
ــ بلغ متوسط حجم الأسرة 5.8، إذ كان 6.5 في البلدات المتاخمة للمخيم في مقابل 5.5 للأسر البعيدة نسبياً عن المخيم، فيما 44 في المئة من سكان هذه المنطقة هم شباب دون العشرين سنة.
ــ 32 في المئة من أسر البلدات المتاخمة للمخيم تركوا ديارهم، في مقابل 11 في المئة من أسر البلدات البعيدة عنه، وقد امتد متوسط فترة التشرد إلى شهرين، و1.5 في المئة لا يزالون خارج منازلهم.
ــ بقيت معدلات ملكية المساكن مرتفعة بنسبة 80 في المئة ولم تتأثر بالأزمة الحاصلة، فيما كان حجم الدمار أكبر في البلدات المتاخمة، إذ تم الإبلاغ عن إصابة منازل 40 في المئة من الأسر بأضرار جسيمة، في مقابل 20 في المئة من المنازل المدمرة في البلدات البعيدة، علماً بأن أسر البلدات القريبة من حدود المخيم تعيش في أحياء مزدحمة.
ــ لا تزال معدلات الأمية مرتفعة، فقد بلغت 9 في المئة في مقابل 4 في المئة سابقاً في دراسة أجرتها الأونروا. وقد سجّلت فروق ملحوظة بمعدل الأمية بين البلدات المتاخمة (15 في المئة) والبعيدة (6 في المئة). وقد ارتفع معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية.
ــ بلغ معدل الإصابة بالمرض 19 في المئة، وسجّل معدل الإصابة بإعاقة 4 في المئة، ويعدّ ارتفاع ضغط الدم وداء السكري ومشاكل القلب من الأمراض الأكثر شيوعاً، وتتركز الإعاقات على مشاكل السمع والبصر.
ــ انخفاض دخل الأسر في المنطقة المحيطة بنسبة 5 في المئة، إذ انخفض دخل الأسر في البلدات المتاخمة للمخيم بنسبة 8 في المئة والبلدات البعيدة عنه نوعاً ما بنسبة 4.5 في المئة.
ــ يشكل رأس المال الأولوية القصوى لتقديم المساعدة لأصحاب الأعمال التجارية القائمة في المخيم والمنطقة المحيطة به.
ــ شكلت مياه الشرب والكهرباء أعلى مراتب احتياجات سكان المنطقة المحيطة بالمخيم بعدما تردد صدى شكاوى الأسر اللبنانية في أنحاء البلاد.
ــ أعرب سكان المنطقة المحيطة بالمخيم عن تدهور العلاقات الفلسطينية ـــــ اللبنانية بنسب تتراوح بين 15 في المئة و20 في المئة في مقابل 40 في المئة و50 في المئة وفقاً لسكان المخيم.
ــ عموماً، يبدو أن الصراع قد أثّر على سكان المخيم إلى حد كبير فاق درجة تأثر سكان المنطقة المحيطة به، وقد تجلى هذا التأثر تحديداً في البلدات الثلاث المتاخمة لحدود نهر البارد وهي: المحمرة، ببنين وبحنين.
وتقول الدراسة إن مجموعة من التقويم الاجتماعي ـــــ الاقتصادي قامت بها مؤسسة البحوث والاستشارات تؤكد أن العمالة لا تزال أولوية لدى اللاجئين الفلسطينيين في الشمال، حيث يشكل إجمالي المشاركة العمالية 37 في المئة فقط من مخيمي نهر البارد والبداوي، و40 في المئة في المناطق المحيطة بنهر البارد، أما معدل البطالة في المخيمين فما زال مرتفعاًً بنسبة 26.6 في المئة، مقارنة مع 9.7 في المئة فقط قبل وقوع الأزمة.
وبحسب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مرتا رويداس، فإن هدف الدراسة هو تقديم تقويم لظروف صراع الأسر الموجودة في محيط المخيم، إذ ركزت الدراسة على قضايا كسب الرزق وتضمنت معلومات عن السكن والصحة والتعليم والعمل.
وبحسب منظمة العمل الدولية فإن التزامها بمخيم نهر البارد يرتكز على تأمين فرص العمل والمساواة في شروطها بين الرجل والمرأة، أما بالنسبة إلى رويداس فإن المجتمع الدولي يقرّ بدعم المجتمعين اللبناني والفلسطيني.
(الأخبار)