مع تزايد التعقيدات في وجه تأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة، ظهر توجّه جديد لتأليف حكومة وحدة موسّعة، يكون هدفها «تعديل طريقة الحكم» للسماح لأي حكومة بإكمال ولايتها
علي حيدر
كشفت صحيفة «معاريف»، أمس، عن اتصالات سرية تجري لتأليف حكومة بمشاركة «الليكود» و«كديما» و«العمل»، يرأسها بنيامين نتنياهو، وتكون مهمتها تغيير طريقة الحكم في إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن احتمالات نجاح خطوة كهذه ليست واضحة بعد، لكنّ هناك عدداً غير قليل في قيادة هذه الأحزاب الثلاثة يؤيد فكرة تأليف تحالف كهذا. وذكرت أيضاً أن وزيراً رفيع المستوى من «كديما» تحدث أول من أمس مع رئيس حزب «العمل» إيهود باراك، وسأله هل يوافق على المشاركة في حكومة واسعة كهذه تكون مهمتها الأساسية تغيير طريقة الحكم في إسرائيل من خلال إجراءات سريعة وتمكّن الفائز في الانتخابات المقبلة من البقاء في الحكم ولاية كاملة.
وأبلغ الوزير باراك أنه يتحدث أيضاً باسم نتنياهو. كما تحدث الوزير نفسه مع قياديين آخرين في حزب «العمل»، بينهم قياديون يعارضون بشدة المشاركة في أي تحالف، لكنهم قالوا إنهم «في ظروف معينة سيوافقون على المشاركة في تحالف كهذا، شرط أن يكون أمده محدّداً سلفاً، ومن أجل تنفيذ مهمات خاصة وإحباط تأليف حكومة متطرّفة».
ونقلت «معاريف» عن الوزير نفسه إقراره، في حديث خاص، بصحة المعلومات بشأن الاتصالات، مضيفاً أن هذه الخطوة تجري بالتنسيق مع نتنياهو، وأن الحديث يدور عن تأليف حكومة برئاسة الأخير لفترة محدودة، يجري خلالها تغيير طريقة الحكم، مضيفاً أن «كديما» سيحصل على حقائب وزارية كبيرة مثل الخارجية والدفاع، والمشاركة في الحكم، وتمثيل متساوٍ بينه وبين «الليكود» في المجلس الوزاري المصغّر، حيث تؤخذ القرارات الإسرائيلية العامة. لكنه ادّعى أن هذه الخطوة ليست منسّقة مع رئيسة حزبه تسيبي ليفني في هذه المرحلة، موضحاً أن هناك صراعاً داخل «كديما»، للحصول على دعم ليفني، بين الوزير حاييم رامون ورئيسة الكنيست داليا ايتسيك اللذين يريان أن بالإمكان الاتفاق مع ليبرمان ومنع قيام حكومة برئاسة نتنياهو، وقياديين آخرين يرون أنه ليس لدى «كديما» إمكانية حقيقية لتأليف حكومة، وأن البديل هو الجلوس في صفوف المعارضة وانتظار سقوط حكومة يمينية متطرّفة برئاسة نتنياهو، أو تأليف حكومة وحدة واسعة مع حزب «العمل» و«الليكود» لإنقاذ الدولة وتغيير طريقة الحكم.
ويبدأ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، الأربعاء المقبل، مشاوراته مع رؤساء الكتل النيابية لتحديد الشخص الذي سيكلّف بتأليف الحكومة المقبلة، بعد أن تُعلن النتائج النهائية للانتخابات رسمياً. وأوضحت المتحدثة باسم الرئيس اياليت فريش لوكالة «فرانس برس» أن بيريز سيلتقي في المساء نفسه ممثّلي «كديما» ومن ثم «الليكود»، ثم سيستقبل في الأيام التالية ممثّلي الكتل الأخرى، وسينهي اتصالاته خلال يومين أو ثلاثة أيام.
إلى ذلك، أنهى نتنياهو جولة أولى من المشاورات مع اليمين المتطرّف والأحزاب الدينية بهدف تأليف الحكومة المقبلة. والتقى ممثّلي كتلة «البيت اليهودي» الذي نال ثلاثة أعضاء، وأكدوا أنهم سيوصوا باسمه أمام الرئيس، كما تعهدوا خلال الحملة الانتخابية.
وأفادت مصادر قريبة من «الليكود» بأنه على استعداد لعرض اثنتين من الوزارات الثلاث الأساسية في حكومته المقبلة (المال والخارجية والدفاع) على «كديما» بشرط أن يوافق على الانضمام إلى حكومة برئاسته. ولم يستبعد بعض قادة «كديما» هذا الاحتمال، وفي طليعتهم وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز، الذي يطمح إلى تسلّم هذه الحقيبة مجدداً، وفقاً لما أوردته إذاعة الجيش.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن كبار المسؤولين في «كديما» والمقرّبين من ليفني توصيتهم بأنه إذا فشلت في تأليف حكومة، فإنها تفضّل البقاء في المعارضة. وأضافت الصحيفة أن ليفني قررت عقد اجتماع خاص لكتلتها غداً الأحد، لاتخاذ قرار بشأن تأليف الحكومة.
وأوضحت الصحيفة أن تقديرات «كديما» تشير إلى أن هناك غالبية واضحة للحزب تؤيّد البقاء في المعارضة، على اعتبار أن «إسرائيل بيتنا» و«شاس» سيسبّبان المشاكل لنتنياهو، ولذلك فإن الحكومة لن تصمد طويلاً. كما نقلت الصحيفة عن مقرّبين من ليفني أنّ الأخيرة تميل إلى عدم الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، التي ستكون معتمدة على أحزاب اليمين ـــــ الاتحاد القومي والبيت اليهودي.