واشنطن ــ محمد دلبحاعترفت مصادر أمنية إسرائيلية، لأول مرة، باستهداف سلاح الجو الإسرائيلي قافلة تضم 23 شاحنة، داخل الأراضي السودانية قبل حوالى شهرين، بزعم أنها كانت تنقل أسلحة من إيران إلى حركة «حماس» في قطاع غزة.
ونقلت مجلة «تايم» الأميركية عن «مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى» قولها إن «الغارة الإسرائيلية على السودان جاءت بمثابة عمل تحذيري موجّه إلى إيران، ولإظهار قدرة إسرائيل الاستخبارية على تنفيذ عمليات عسكرية بعيداً عن حدودها».
ونفت المجلة تأكيد المصادر الإسرائيلية أنه «تم إبلاغ الأميركيين بأن إسرائيل في طريقها لتنفيذ عملية جوية في السودان، لكنهم لم يشاركوا». وأوضحت أنه، خلافاً لتقارير صحافية سابقة، فإن إسرائيل نفذت غارة واحدة فقط في السودان، ولم تشمل تدمير قافلة ثانية أو سفينة. وعن وقائع الهجوم، قالت المصادر «جرى تنفيذ عملية واحدة وكبيرة»، استخدمت فيها «عشرات الطائرات». وأضافت «قامت مقاتلات اف 16 بغارتين على القافلة، بينما قامت مقاتلات اف 15 بتطويق المكان، كإجراء احترازي في حالة اندفاع طائرات من الخرطوم أو من أي دولة قريبة». وتابعت: إنه «عقب وقوع أولى عمليات القصف، مرّت طائرات مزوّدة بكاميرات عالية الدقة فوق الشاحنات المحترقة. وعندما أظهرت صور الفيديو أن القافلة دمّرت تدميراً جزئيّاً، أعادت مقاتلات اف 16 الإغارة مرة ثانية على القافلة، للتأكد من تدميرها بالكامل». ولفتت المصادر إلى أن «المقاتلات التي قطعت مسافة تقدر بـ2800 كيلومتر للوصول إلى الهدف، ومن ثم العودة، أعادت التزوّد بالوقود في منتصف الطريق فوق البحر الأحمر».
وذكرت المصادر أن القرار بتنفيذ الغارة اتخذ بعدما أبلغ أحد المخبرين جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد»، بأن إيران تخطط لنقل 120 طناً من الأسلحة والمتفجرات، بما فيها صواريخ مضادة للمدرعات وصواريخ «فجر» يصل مداها إلى 40 كيلومتراً، وتحمل رأس حربياً يبلغ وزنه 45 كيلوغراماً، إلى غزة في ذروة الهجوم الإسرائيلي على القطاع.
وادّعت المصادر الإسرائيلية أن الشحنة الإيرانية كانت متجهة إلى مدينة بورت سودان، ومنها إلى سيناء في الأراضي المصرية، على أن تتكفل حركة «حماس» بتهريبها إلى داخل القطاع عبر الأنفاق، وهو ما نفته الحركة. ونقلت المجلة عن أحد المصادر قوله «هذه هى المرة الأولى التي يحاول فيها الإيرانيون إرسال شحنة كبيرة إلى حماس من خلال السودان ــ وهي على الأرجح الأخيرة. لا شك أن الإيرانيين يبحثون الآن عمّن يكون قد سرّب المعلومات لإسرائيل»،
كذلك ادّعت المصادر بأن «عدداً من الإيرانيين لقوا مصرعهم في الهجوم، إلى جانب مهرّبين وسائقين سودانيين».