إنها الذكرى الثالثة والثلاثين ليوم الأرض. انطلق فلسطينيو الـ48 في مسيرات حاشدة هاتفين ضد «العنصرية الإسرائيلية». هم الذين يواجهون اليوم، حكومة إسرائيلية يمينية، تمتلك المشروع الأكثر تطرفاً في مصادرة أراضيهم
فراس الخطيب
انطلقت ظهيرة أمس المسيرة المركزية لإحياء الذكرى الثالثة والثلاثين ليوم الأرض، وسار آلاف المتظاهرين من مدينة سخنين في الجليل الفلسطيني ليلتحموا بمسيرة أخرى توافدت من قرية عرابة المحاذية، لتختتم في مهرجان مركزي في قرية دير حنا، الضلع الثالث في مثلث يوم الأرض.
وجاءت المسيرة بعد عشرات النشاطات التي أحيتها الأحزاب الفاعلة على الساحة السياسية من ندوات وأمسيات ووضع أكاليل الزهور على قبور الشهداء، بمشاركة كل الحركات السياسية والقياديين الفلسطينيين.
ويحل يوم الأرض في خضم تصعيد المؤسسة الإسرائيلية من عدائها ضد فلسطينيي 48، وتصاعد قوة الحركات اليمينية التي اتخذت من معاداتهم برنامجاً انتخابياً لها، كان أبرزها حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان، فيما تواصل المؤسسة الإسرائيلية سياسة مصادرة الأرض وتضييق الخناق على القرى والمدن العربية ومنع توسعها أو تطويرها. ولا يزال عشرات الآلاف من فلسطينيي النقب في الجنوب يعيشون في قرى غير معترف بها من دون ماء أو كهرباء أو حاجيات أساسية.
وفي ظل هذه المعاناة، سارت المسيرة تحت شعار «كلّنا موحدون ضد العنصرية والفاشية الإسرائيلية». وكان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حاضراً في هذه المسيرات والنشاطات، فقد هتف المتظاهرون بشعارات منددة بمحاصرة القطاع ورفعوا شعارات تنادي بـ«الحرية لسجناء الحرية». وفي موازاة ذلك، انطلقت مسيرة أخرى في قرية كفركنا الجليلية من جانب النصب التذكاري لشهداء القرية، وصولاً إلى ضريخ شهيد يوم الأرض محسن طه، الذي سقط في عام 1976. واعتقلت الشرطة الإسرائيلية شابين من سكان القرية بتهمة «إلقاء الحجارة على دورية الشرطة».
كذلك شارك الآلاف في مسيرة مركزية في بلدة دير حنا في قضاء الناصرة، تحت شعار «لا للعنصرية». وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وأعلام الحزب الشيوعي الحمراء والحركة الإسلامية الخضراء ورايات حزب التجمع البرتقالية، هاتفين: «نموت وتحيا فلسطين، ووحدة وطنية إسلام ومسيحية، وألف تحية لغزة الأبية، وتحية لأم الفحم التي هزمت الفاشية». وقال رئيس كتلة التجمع الوطني الديموقراطي في الكنيست، النائب جمال زحالقة، إن إسرائيل تتربع «على المكان الأول في العالم في قوانين مصادرة الأراضي، وقد صادرت بموجبها أكثر من 80 في المئة من أراضي المواطنين الفلسطينيين»، مضيفاً أنّ في «الغالبية الساحقة من دول العالم، قوانين تنص على إعادة الأراضي إلى أصحابها إذا لم تستغل للغرض الذي صودرت لأجله، وترفض المؤسسة الإسرائيلية سن مثل هذا القانون. وحين قدّم عزمي بشارة مشروع قانون بهذا الخصوص، رفضه الكنيست».
من جهته، قال رئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، محمد بركة، إن «يوم الأرض هذا العام يمثّل صرخة في وجه العنصرية وفي وجه البشائر المسمومة التي تحملها حكومة بنيامين نتنياهو»، مشدداً على «أننا قلقون من هذه الأجواء السائدة في إسرائيل، لكننا لسنا خائفين».
يذكر أن الشرارة الأولى ليوم الأرض انطلقت في آذار عام 1976، عندما أعلنت السلطات الاسرائيلية مصادرة 21 ألف دونم من أراضي المنطقة الرقم 9 التابعة لقرى عرابة وسخنين ودير حنا. عندها، أعلن فلسطينيو 48 الإضراب، وانطلقت المسيرات والتظاهرات، ما أدى إلى اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي وسقوط 6 شهداء ومئات الجرحى.