أمام أعداد الضحايا العراقيين الذين تسبّب الاحتلال الأميركي بوفاتهم، قد يصبح الحديث عن قتلى الاحتلال هامشياً. لكنّ التدقيق في تفاصيل مقتل هؤلاء، أكان من ناحية معرفة المناطق التي سقطوا فيها، أم اكتشاف الولايات التي يأتون منها، والوسط الاجتماعي الذي يتحدّرون منه، قد يصبح مادة خصبة للبحث واستخلاص العبر
بغداد ــ الأخبار
في الحديث عن الذكرى السادسة لغزو العراق، لا بدّ من التوقف عند خسائر الاحتلال التي جعلت من العراق «فيتناماً ثانية»، قتل فيها حتى يوم أمس، 4260 جندياً أميركياً. وتحمل المناطق التي سقط فيها جنود الاحتلال دلالات كبيرة من حيث انتشار فصائل المقاومة والحركات الإسلامية التكفيرية في 16 محافظة عراقية. ومن أبرز الدلالات التي تحملها الأرقام، هي أن أيّ جندي محتل لم يسقط في محافظتي السليمانية ودهوك الكرديتين على امتداد ست سنوات، بينما قُتل جندي واحد في عاصمة إقليم كردستان، أربيل.
وأبرز ما يلفت المتابع أنّ 62 في المئة من القتلى الأميركيين سقطوا في بغداد والأنبار (31.3 في المئة و30.8 في المئة على التوالي). وفيما نجحت محاولات استقطاب عدد من العرب السنة في «مجالس الصحوات»، وتحييد المقاومة عن المحافظة الغربية الأكبر في العراق، أي الأنبار، لا تزال عاصمة الرشيد مقبرة الغزاة، وهي المتعددة طائفياً ومذهبياً.
وقُتل في بغداد 1333 جندياً، وفي الأنبار 1313، وفي صلاح الدين 403، وفي نينوى 259، وفي ديالى 247، وفي بابل 185، وفي كركوك 95، وفي ذي قار 64، وفي النجف 31، وفي الديوانية 28، وفي كربلاء 24، وفي البصرة 24، وفي واسط 15، وفي ميسان 5، وفي المثنى 4، بينما لا يزال أحد الجنود مختطفاً منذ 23 تشرين الأول 2006.
ومن بين القتلى الأميركيين، 905 «قتلوا في حوادث غير قتالية» بحسب البيانات الصادرة في واشنطن. وكان للجنديات الأميركيات حصتهن، إذ قتل منهنّ 104 مجندات.
وبالنظر إلى توزع عدد القتلى على الولايات الأميركية، يلاحظ أنّ أكبر عدد من القتلى من أبناء كاليفورنيا (453)، تليها ولاية تكساس مع 402، ثم بنسلفانيا 192، ثم فلوريدا 186، ونيويورك 184، وأوهايو 173، وميتشيغان 154، وإيلينوي 154، وجورجيا 128، وفرجينيا 126. أما بقية الولايات فقد قتل من أبناء كل منها أقل من 100.
واللافت أنّ نحو ثلاثة أرباع القتلى (3641) هم من البيض، و9.5 في المئة من السود أو من أصل أفريقي، و10 في المئة من أصل لاتيني.
وخلال السنوات الست، وعلى امتداد 2190 يوماً، فإنّ معدل الخسائر الأميركية هي جنديان في كل يوم، أي نحو 60 قتيلاً في الشهر.
غير أن الخسائر ارتفعت في بعض الأشهر إلى أكثر من 100 قتيل، وكانت أعلى الخسائر في شهر واحد هي 137 جندياً قتلوا في تشرين الثاني 2004، وذلك في المواجهات العنيفة الشهيرة في الفلوجة. ويحل شهر نيسان من العام نفسه في المرتبة الثانية من حيث الأكثر دموية بالنسبة إلى جيش الاحتلال، إذ سُجّل فيه مقتل 135 جندياً.
واستناداً إلى الأرقام المعلنة في بيانات الجيش الأميركي ووزارة الدفاع (البنتاغون)، فإنّ عدد القتلى عام 2008 كان 312 جندياً، فيما كان في عام 2007، 901، وهو أعلى رقم سجل خلال السنوات الماضية. وفيما سقط في العام الأول للاحتلال 486 جندياً فقط، فإنّ عام 2004 سجّل مقتل 849 جندياً، وعام 2005 سجّل مقتل 846، وعام 2006 مقتل 822 جندياً.
وكان شهر تموز 2008، الأفضل بالنسبة إلى جيش الاحتلال في بلاد الرافدين، بحيث لم يُقتل خلاله سوى 13 جندياً.
وتفيد الإحصائيات أنّ عدد الجنود القتلى من دول «تحالف الراغبين»، بلغ 4577، منهم 4260 أميركياً، و318 جندياً من قوات 21 دولة شاركت في الغزو. وتأتي بريطانيا في صدارة القائمة، إذ فقدت في العراق 179 جندياً.
وفي ما يأتي قائمة بالدول حسب عدد القتلى:
179 بريطانيا، 33 ايطاليا ،23 بولندا، 18 أوكرانيا، 13 بلغاريا، 11 اسبانيا، 7 الدانمرك، 5 السلفادور، 5 جورجيا، 4 سلوفاكيا، 3 رومانيا، 3 لاتفيا، 2 أوستراليا، 2 استونيا، 2 تايلاند، 2 هولندا، 1 أذربيجان، 1 هنغاريا، 1 كازاخستان، 1 كوريا الجنوبية.
كما تشير الإحصائيات إلى أن 447 من المرتزقة الذين يعملون تحت عنوان «متعاقدين أمنيين» من جنسيات مختلفة لاقوا حتفهم خلال السنوات الماضية الست، بينهم 173 يحملون الجنسية الأميركية.