هآرتس ـ عكيفا ألداربرقية سرية من: «يسرائيل نئماني»، سفارة إسرائيل في دولة افتراضية إلى مدير قسم الإعلام في وزارة الخارجية.
صديقي العزيز. منذ دخول أفيغدور ليبرمان الى الوزارة وأنا لا أجد للراحة طعماً. بقي أمامي عامان حتى التقاعد وأعتقد أن هذا هو الوقت الملائم لأن أقول لمن يسمّون قادتنا رأيي بهم وأغلق الباب في وجوههم وأغادر الى البيت.
عندما أنهينا دورة القبول في السلك كان أبا إيبان وزيراً للخارجية. وعندما دخل شامير من التنظيم السري الى ديوانه ظننا أن هذه نهاية العالم ومع ذلك بقينا. ديفيد ليفي وسيلفان شالوم لم يكونا كيسنجريين، إلا أننا اعتدنا عليهما. وعندما عيّن ارييل شارون وزيراً للخارجية سألني أولادي إن كنت لا أشعر بالخجل من العمل مع رجل صبرا وشاتيلا، فقلت لهم إنني موظف دولة ولا أتبع لأي أحد.
غداة يوم الانتخابات وبخت وسائل الاعلام لأنها ضخمت قضية ليبرمان. قلت إن جل ما حصل عليه هو 10 في المئة من الاصوات. هدأت من روع المراسلين (ونفسي) بالتأكيد على أنه لن يشغل منصباً مركزياً في السياسة الخارجية.
ماذا سأقول الآن؟ أنني أؤدي وظيفتي؟ عندما أتخيل كيف سيقوم نائبي الدبلوماسي العربي الشاب باستضافة ليبرمان أشعر بالقشعريرة. سألته، ضاحكاً طبعاً، إن كان قد وقع على استمارة الولاء للدولة التي يطلبها ليبرمان. أنا لا أحسد رفاقنا في القاهرة، المضطرين للتوضيح وتفسير كيف تعيّن دولتنا في منصب الدبلوماسي الرقم واحد شخصاً يهدّد بتدمير سد أسوان وإرسال الرئيس المصري حسني مبارك الى الجحيم.
الصحافيون يسألونني كيف ترغب الحكومة الجديدة في حل الصراع، وأنا حقاً لا أعرف ماذا اقول لهم. كما تعرف استخدمنا مقابلة إيهود أولمرت مع صحيفة «هآرتس» بصورة جيدة من أجل الدعاية. هو قال فيها إن إسرائيل لن تبقى دولة يهودية وديموقراطية إن لم نفترق عن الفلسطينيين قريباً. عندما سألوني عن تفكيك البؤر الاستيطانية وتجميد المستوطنات قلت إننا اصلاً قريبون من الاتفاق الذي سيعيد للفلسطينيين اغلبية الضفة. أوضحت لهم أن من الخسارة إهدار الطاقات على اخلاء عدة بؤر استيطانية هامشية وإحداث ازمة ائتلافية بسبب اضافة بضع مئات من المنازل.
ما الذي نبيعه الآن لغير اليهود؟ هل من الممكن إعادة تسويق مقولة أن إيهود باراك أعطى كل شيء فيما رد عليه عرفات بالارهاب، أو ان اولمرت اعطى ابو مازن افضل عرض الا ان هذا الجبان فر من أمامه خائفاً؟ كلنا نعرف ان هذا الكلام الفارغ سيقضي على ما بقي من معسكر السلام.
موظفو قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الافتراضية ليسوا مغفلين. لقد سئموا ارسال ملايين الدولارات للمناطق في كل عام. الازمة الاقتصادية وصلت الى هنا ايضاً، وهناك سياسيون يسألون لماذا يجب على دافعي الضرائب عندهم دفع ثمن الاحتلال الاسرائيلي. أحد المسؤولين اقترح علي أن اوضح للمسؤولين عني انه إن كان نتنياهو ينوي المراهنة على الورقة الايرانية والتسويف في المفاوضات مع الفلسطينيين فسنضطر نحن لدفع رواتب المعلمين والأطباء في الضفة.
اذاً ماذا تقول، هل اعود الى البيت وأحدّث وسائل الاعلام عما ينتظرنا في دول مثل الدولة الافتراضية؟ من الناحية الاخرى، وأنا أقولها بيننا، ما الذي فعلته الحكومة السابقة عدا الخطابات والحروب والوعود والاستيطان؟ والامر الاكثر اثارة للسخط: تسيبي ليفني قالت انها بعدما سمعت ليبرمان شعرت بسعادة اكبر لأن كديما لم ينضم للحكومة. ماذا تظن تسيبي هذه؟ هل تظن اننا كلنا مغفلون؟ لم أنس كيف ركضت وراءه وناشدته أن يترك نتنياهو ويذهب معها. في واقع الامر عندما أفكر بكل ذلك أستنتج أنهم جميعاً يقودوننا الى نفس اللامكان.