خاص بالموقع | 12:57 AMبغداد ــ زيد الزبيدي
يدخل العراق، اليوم، مرحلة العد العكسي لموعد انسحاب قوات الاحتلال الأميركي من المدن العراقية المقرر في نهاية حزيران الجاري، بموجب الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية. وتبدو علامات الحذر واضحة في تصريحات معظم السياسيين العراقيين بشأن احتمال عدم تنفيذ قوات الاحتلال الانسحاب الكامل، معتبرين أن تنفيذ هذه الفقرة بمثابة «أول اختبار للاتفاقية»، وأن أيّ إخلال بها «سيؤدي إلى انهيارها».
ويبدو تخوّف السياسيين نتيجة طبيعية لتصريحات قائد قوات الاحتلال الجنرال ريموند أوديرنو، الذي ألمح إلى إمكان بقاء قواته في بغداد والموصل، حتى بعد مرور الموعد المحدَّد.
وحسب النائب عن «التحالف الكردستاني» محمود عثمان، فإنّ «أيّ تمديد لعمل القوات الأميركية في العراق يجب أن يصاحبه تعديل في الاتفاقية، إضافة إلى أن يكون بطلب من الحكومة العراقية».
ونقلت وكالة «نينا» للأنباء عن عثمان قوله «لا نجد مبرراً لبقائها في المدن بعد الموعد المحدد، لأن هذه القوات تسهم في خرق الأمن لا استتبابه، ووجودها يؤدي إلى خروق أمنية عديدة». لكنّ عثمان استدرك سريعاً بالإشارة إلى أن خروج هذه القوات «أفضل، شرط أن تتفق القوى السياسية العراقية فيما بينها، وتذلّل خلافاتها، لكي تفوّت الفرصة على أي بقاء إضافي لهذه القوات».
وكشف عن وجود «خلافات في الموصل بين قائمتي الحدباء ونينوى»، داعياً إياهما إلى «حل المشاكل بينهما إذا أرادا أن تُسحب القوات الأميركية من الموصل».
بدورها، رأت النائبة عن الكتلة الصدرية مهى الدوري أن بقاء هذه القوات «يصبّ في مصلحة الاحتلال، ما يعني انهيار الاتفاقية الأمنية». وأضافت «سمعنا خلال الأيام الماضية تصريحات للجنرال أوديرنو بشأن إمكان عدم سحب القوات الأميركية من بغداد والموصل، وهذه التصريحات تمثّل انهياراً للاتفاقية الأمنية».
واستطردت الدوري لافتة إلى أن هذه التصريحات «تؤكّد بوضوح من هو المسؤول عن التفجيرات الأخيرة، ومن هو الطرف المستفيد من الانهيار الأمني الواضح في الشارع العراقي»، معربة عن ثقتها بأن لقوات الاحتلال «يداً في هذه التفجيرات والانهيار الأمني لإيجاد مبررات لبقائها في المدن، وظهور سيناريو جديد لبقاء قوات غير قتالية».
في المقابل، رأى النائب عن «الائتلاف العراقي الموحد» عباس البياتي أن الحاجة إلى القوات الأميركية في العراق «ستحددها الحكومة عن طريق اللجنة المشتركة العليا المكلفة بهذا الغرض»، محذراً من أنّ «عدم التزام الطرف الأميركي بمواعيد الانسحاب المذكورة في اتفاقية سحب القوات، سيؤدي إلى التشكيك في جميع المواعيد والوعود التي قطعتها واشنطن».
وفي السياق، برّر الأمين العام لـ«حركة تحرير الجنوب» عوض العبدان موقفه، الذي يفيد بأن انسحاب القوات الأميركية من العراق «كذبة كبيرة»، بالقول إن القوات الأميركية «قطعت آلاف الأميال ورصدت موازنات كبيرة لا لأجل العراق وإحلال الديموقراطية فيه، بل لأجل مصالحها».
يُذكَر أنّ هناك استفتاءً شعبياً من المقرر أن ينظّم في تموز المقبل ليحدد الشعب العراقي موقفه من الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية، قبولاً أو إبطالاً، إلا أن أية إجراءات بشأن هذا الاستفتاء لم تُتَّخذ حتى اليوم.