مع احتدام المعارك في الصومال، واقتراب المعارضة الإسلاميّة من العاصمة مقديشو، عاد العامل الأثيوبي إلى المعادلة الميدانية، إذ أفاد شهود عيان، لوكالة «فرانس برس»، بأن قوات إثيوبية مدججة بالسلاح ترافقها مدرعات دخلت إلى الصومال أمس، وأقامت حواجز على الطرق القريبة من مدينة بيليدويني (غرب)، فيما نفت أديس أبابا هذه الأخبار.وأعلن محمد الشيخ عبدي، أحد ركاب حافلة كانت متوجهة إلى بيليدويني: «رأيت جنوداً إثيوبيين عند حواجز في كالابيركا. كان هناك عدد كبير منهم، وكان لديهم آليات مدرعة، بما فيها شاحنات ضخمة ثبّتت عليها مضادات أرضية». من جهته قال عبد الرحمن آفي، سائق شاحنة، إن «القوات الإثيوبية كانت تكشف على آليات في منطقة كالابيركا. كانت تسأل الركاب من أين قدموا، لكنها لم تعتقل أحداً».
وقال أحد وجهاء القبائل في بيليدويني، عبد النور معلم عمر: «أفدنا بأن إثيوبيا نشرت مئات الجنود و12 مدرعة في كالابيركا، لكننا في الوقت الحاضر لا نعرف نياتها».
وتقع بلدة كالابيركا على مسافة عشرين كيلومتراً شمال بيليدويني على مقربة من الحدود الإثيوبية.
في المقابل، أكدت حكومة أديس أبابا، التي دفعت بقواتها إلى الصومال عام 2006 لمساعدة الحكومة الصومالية المؤقتة على إطاحة حركة المحاكم الإسلامية، أنه ليس هناك قوات إثيوبية في الصومال. وقال وزير الدولة المكلف قضايا الإعلام، ارمياس ليجيس: «لم يدخل أي جندي إثيوبي إلى الصومال. لم يطرأ أي تغيير على الوضع».
من جهة ثانية، أعلنت الحكومة الإثيوبية أن وزراء خارجية دول مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) سيعقدون اجتماعاً استثنائياً بشأن الصومال اليوم (الأربعاء) في أديس أبابا.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأفريقي، لوكالة «فرانس برس»: «لن يفاجئني تدخل الإثيوبيين مجدداً، لأنهم لن يقبلوا بوجود متمردين إسلاميين على حدودهم». أما على مستوى رد الفعل الدولي على تطور الأوضاع في الصومال وكيفية مواجهتها، فقد رأى الناطق الرسمي لوزارة الخارجية إيريك شوفاليه، في رد على سؤال لمراسل «الأخبار» في باريس، بسام طيارة، أن «فرنسا لا تفكر بإرسال قوات برية إلى الصومال» لدعم القوات الحكومية.
وأكد شوفاليه مرة أخرى «دعم باريس للحكومة الشرعية»، فيما كشفت مصادر فرنسية عن «خطة لتدريب ٥٠٠ عنصر من الجيش الصومالي في جيبوتي». ويدفع هذا ببعض المراقبين للقول إن «الغرب يتّبع سياسة انتظر لنرى» مع توقعات البعض أن تنهار القوات الحكومية خلال أيام. وكان شوفاليه قد ذكر في مؤتمره الصحافي اليومي أن باريس «تدعم مهمة قوة التدخل الأفريقية»، قبل أن يخلص إلى القول: «في النهاية، فإن السلطات الصومالية هي من تواجه هذه الهجمات»، التي وصفها بأنها غير شرعية. وقد فسّر المراقبون هذا بأنه تسليم بواقع «قرب انهيار سلطة شيخ شريف أحمد شريف».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)