تراقب الحكومة الإسرائيلية السياسة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط بقلق، وهي إن كانت قد بدأت تتأقلم مع التوجه الأميركي لمحاورة إيران، فإنها تنظر بريبة إلى التقارب الحاصل بين واشنطن ودمشق
علي حيدر
كشفت مصادر إسرائيلية، أمس، عن استياء يسود الأوساط القيادية في إسرائيل من التقارب الحاصل بين الولايات المتحدة وسوريا، مؤكدة على أنه لا يوجد ما يبرر تقاطر مبعوثي الإدارة الأميركية إلى دمشق.
ولفتت المصادر الإسرائيلية إلى أن «النظام السوري يواصل التدخل في ما يجري في العراق، ويسمح للإرهابيين بتجاوز الحدود وتنفيذ عمليات ضد الجيش الأميركي، كما أن السوريين يرشون كل من يتحرك في لبنان بهدف التأثير على نتائج الانتخابات هناك».
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن «الموقف السائد في المؤسسة الأمنية هو أنه إذا كانت إسرائيل ترغب في البقاء في الصورة، فإن عليها أن تبادر إلى استئناف المفاوضات مع سوريا، وإلّا فإن المبادرة ستأتي من جانب الأميركيين. كما يعتقد المسؤولون الأمنيون أيضاً أن (الرئيس بشار) الأسد ينتظر استئناف الوساطة الأميركية، وأنه غير معني بمحادثات غير مباشرة من خلال الأتراك، انطلاقاً من أنه يؤمن بأن الولايات المتحدة وحدها قادرة على إجبار إسرائيل على دفع ثمن السلام المتمثل بإعادة هضبة الجولان بكاملها إلى سوريا».
وأضافت الصحيفة إنّ بالإمكان الافتراض بأن هذه المسألة ستُبحث بحثاً موسّعاً خلال اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما في الثامن عشر من الشهر الجاري، وإنه «من المشكوك فيه جداً أن يقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي على الرئيس الأميركي أن يقوم الاتفاق بين إسرائيل وسوريا على الصيغة التي يقترحها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان: السلام مقابل السلام».
وشدّدت الصحيفة على أن «أوباما يريد أن يفي بوعده والانسحاب من العراق خلال سنة، وتعزيز الحكومة اللبنانية، ومن أجل تحقيق ذلك فإنهم يحتاجون إلى الأسد». ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي تبريره هذا الواقع الإشكالي بالنسبة إلى إسرائيل بالقول إنها لم تتمكن من متابعة «التغيّرات الدراماتيكية» في السياسة الخارجية الأميركية المتعلقة بالشرق الأوسط، وإن «العلاقات الحميمة» بين واشنطن وتل أبيب «لم تعد مثلما كانت في الماضي، على الأقل حسبما تبدو الأمور حتى الآن».
وأكدت الصحيفة أن هناك أمراً واحداً مضموناً في كل هذه الأجواء، وهو أن «عهد المقاطعات للاعبين مركزيين في المنطقة، الذي تميزت به إدارة جورج بوش، وصل إلى منتهاه. في النهاية، قد يكتشف الأميركيون أنه في الشرق الأوسط لا يمكن التوقّع ولا يمكن التخطيط لشيء مسبّقاً، ولكن حتى ذلك الحين سيتعيّن على الجميع أن يعتادوا قواعد اللعب الجديدة».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه من المتوقع أن تبادر إدارة أوباما، في أعقاب سلسلة محادثات أجراها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلمتان مع السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى خلال الأسبوع الماضي، إلى إعادة السفير الأميركي إلى دمشق.
ونقلت عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله إن «الولايات المتحدة قريبة من إعادة تعيين سفير لها في سوريا». ومن المقرّر أن يتوجه فيلتمان ومسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دانييل شبيرو إلى دمشق، تمهيداً لزيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى العاصمة السورية.