دمشق ــ سعاد مكرمفي أول تعليق رسمي سوري على التطورات الجارية في إيران على خلفية الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قال وزير الخارجية وليد المعلّم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الهولندي مكسيم فيرهاغن، إن «الرهان على سقوط النظام في إيران رهان خاسر»، لافتاً إلى أنه أجرى صباح أمس اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية إحدى دول الاتحاد الأوروبي، وقال: «نصحته بعدم التدخل بالشأن الإيراني، لأن التدخل الخارجي بشأن إيران يضر بمصالح الشعب الإيراني، ثانياً يضر بما نأمله من حوار مستقبلي بين إيران والولايات المتحدة على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية». وأوضح المعلّم قائلاً: «أؤكد لكم أنّ الرهان على سقوط النظام في إيران رهان خاسر، ما جرى في إيران كان انتخابات، وفي كل انتخابات هناك من يخسر ومن يدعي أن هناك تزويراً، والموضوع أحيل على مجلس صيانة الدستور وسيُقرر بشأنه خلال عشرة أيام. فلماذا لا ننتظر نتائج هذا التحقيق؟». وتابع: «لقد مارس الشعب الإيراني حقه في التصويت عبر صناديق الاقتراع»، مشيراً إلى أن «الحرص على حياة الإيرانيين لا يكون من خلال التظاهر في الشوارع. الثورة الإيرانية الإسلامية راسخة الجذور في إيران، وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل مع هذه الحقائق».
وفي رده على سؤال عمّا سيحمل الوزير الهولندي من رسائل إلى إسرائيل، أوضح المعلم أن «موقف سوريا صدر في بيان رسمي، وبالتالي يستطيع الوزير أن يحمل بياننا إلى إسرائيل»، مشيراً إلى أن «الوزير جاء بنيات طيبة لاستئناف عملية السلام، وقلت له أرجو أن تقف على حقيقة نيات (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو تجاه السلام، لأنه من دون قرار سياسي كل هذا الكلام يبقى بدون نتيجة، كذلك قلت له أن يطالب إسرائيل بفتح جميع المعابر في غزة».
وفي ما يتعلق بخطاب نتنياهو، قال الوزير الهولندي: «إنه خطاب إيجابي لثلاثة عناصر: أولاً لأنه للمرة الأولى يقرّ بحل الدولتين، أما العنصر الثاني فيتمثل في أنه بدلاً من الاعتراف بالتعاون الاقتصادي بديلاً للسياسي فإنه الآن يقر بأنه ليس بديلاً للعلاقات بين دولة فلسطينية قابلة للحياة وإسرائيل، والعنصر الثلاث أنه قال ليس هناك أي شروط مسبقة للشروع بالمفاوضات». وأضاف: «لا يجوز وضع شروط مسبقة، ومسألة القدس وعودة اللاجئين يجب أن تكونا نتيجة للمفاوضات، لا شرطين مسبقين». وقال فيرهاغن إن «سوريا شريك لا غنى عنه لتحقيق السلام في المنطقة، ومن الجوهري أن تؤدي دوراً بنّاءً في المنطقة». وتابع: «من وجهة نظري فإن حجر الزاوية بات موجوداً وحان دور سوريا والأطراف الأخرى للبناء عليه»، مشيراً إلى أن «هولندا ترى في المبادرة العربية حجر الزاوية لتحقيق السلام».
وكان الرئيس بشار الأسد قد أكد لفيرهاغن «أن السلام العادل والشامل يجلب الأمن والاستقرار للمنطقة وللعالم، وأن الظروف الدولية والأزمة الاقتصادية العالمية تتطلب تعاوناً سياسياً واقتصادياً أكبر بين الدول».