strong>أجرى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال اليومين الماضيين محادثات في السعودية وسوريا، وضعت في إطار بحث التطورات الجارية على الساحتين الفلسطينية والعربية بما في ذلك جهود المصالحة الفلسطينية وبلورة موقف موحد من عملية السلام مع إسرائيل بعد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو
التقى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز خلال زيارة قام بها إلى جدة، استغرقت بضع ساعات وخصصت لبحث سبل دفع عملية السلام إلى الأمام، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن الجانبين بحثا خلال اللقاء «تطورات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لتحقيق سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني».
وسبقت توجه عباس إلى السعودية، قيامه بزيارة هي الثانية له منذ شهر أيار الماضي للعاصمة السورية دمشق، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد. وأكد الجانبان في مباحثاتهما ضرورة توحيد المواقف العربية لمواجهة السياسة الإسرائيلية التي تستمر في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحاول التنصّل من استحقاقات عملية السلام وتضع العراقيل أمام قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن المباحثات تناولت أيضاً جهود المصالحة الفلسطينية وأهمية إنهاء حالة الانقسام، والوقوف صفاً واحداً في وجه الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة.
وفي السياق، عبّر عباس عن تقديره للموقف السوري الداعم لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية، وأكد ضرورة متابعة جهود المصالحة الفلسطينية «لمواجهة الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة».
كذلك التقى عباس مع الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة. وأفاد بيان صادر عن الجبهة أن الجانبين أكدا أثناء اجتماعهما في دمشق أن «إنهاء الانقسام الفلسطيني بالحوار الوطني الشامل وانتخابات تشريعية ورئاسية بالتمثيل النسبي الكامل هو الطريق لإعادة بناء الوحدة الوطنية».
كذلك تناول الجانبان ترتيبات اجتماع القاهرة المقرر عقده في السابع من تموز المقبل، وأعربا عن تطلّعهما لأن يوفر «حلاً للقضايا الخلافية» وتطرقا إلى أهمية «دعوة جميع الفصائل وليس اجتماعات ثنائية». وتم الاتفاق على أنه «لا مفاوضات مع حكومة بنيامين نتنياهو قبل الوقف الكامل للاستيطان بما فيه أكذوبة النمو الطبيعي».
في غضون ذلك، رحبت الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة فاروق القدومي، بزيارة عباس إلى سوريا. واعتبرت أنها من «أهم وأنجح الزيارات» كونها وضعت «اللبنة الأولى لإنهاء الانقسام الفلسطيني»، وشددت على أن «عودة التنسيق السوري المصري والسعودي هي الكفيلة بحل معظم مشاكل العرب الداخلية». ورأى المستشار السياسي لقدومي، أنور عبد الهادي، أن «جهود سوريا الكبيرة ستنعكس على اجتماعات القاهرة في بداية الشهر المقبل لإنهاء الانقسام، مقدّمة بذلك دعماً كبيراً للجهود المصرية».
وألغى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، خطاباً كان من المقرر أن يلقيه أول من أمس، ليحدد فيه مواقف الحركة من عدد من التطورات على الساحة الفلسطينية، من دون أن يحدد الأسباب. إلا أن مصادر فلسطينية ربطت هذه الخطوة بزيارة عباس.
إلى ذلك، اتهمت حركة «حماس» الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية باعتقال 15 شخصاً من أنصارها، أول من أمس. وذكرت أن من بين المعتقلين والداً ونجله، وخمسة أسرى محرّرين من السجون الإسرائيلية، وأربعة طلبة جامعيين، ومدير مكتب النائب الأسير في السجون الإسرائيلية، عماد نوفل. وأشارت إلى أن الاعتقالات جرت في قلقيلية وبيت لحم، وسلفيت وجنين ونابلس والخليل.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)

(يو بي آي، أ ف ب)