لم يُعرَف ما دار في لقاءات رئيس أركان الجيش الأميركي مايكل مولن مع أكراد كركوك وعربها وتركمانها، أمس، في محاولة حلّ المعضلة المستعصية لهذه المدينة المتنازع عليها. زيارة ظلّلتها حماية أمنية استثنائية لتفادي ما حصل مع السفير الأميركي كريستوفر هيل الذي تعرض لمحاولة اغتيال
نجا السفير الأميركي لدى العراق، كريستوفر هيل، من محاولة لاغتياله في الناصرية التي زارها فجأة أول من أمس، فيما حطّ رئيس أركان الجيش الأميركي مايكل مولن في المنطقة الأكثر تعقيداً في الحالة العراقية، كركوك، في ما بدا أنه ترجمة سريعة لما كان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قد قاله في بغداد الأسبوع الماضي، عن أنّ حكام العراق فوّضوا إليه المساعدة لحلّ عقدة هذه المدينة.
وفيما كان 7 من جنود الاحتلال يتعرضون للإصابة في انفجار في مدينة الشرقاط شمالي بغداد، قالت صحيفة «يو أس إيه توداي» الأميركية إن هيل نجا عندما انفجرت قنبلة على الطريق بالقرب من موكبه في جنوب البلاد.
وأكّدت الصحيفة أن مراسلها رافق موكب هيل في الناصرية، ونقلت عنه أنّ أي إصابات لم تقع بسبب الانفجار. وقال هيل للمراسل: «كان هناك دويّ وتخطينا سحابة كثيفة من الدخان... جميعنا بخير».
واعترف جيش الاحتلال بإصابة سبعة من جنوده ومترجمهم بجروح في انفجار في مدينة الشرقاط. وأوضح بيان عسكري أميركي أن الجنود كانوا متوجهين إلى عرباتهم في ختام لقاء مع المسؤولين المحليين في المدينة عندما استهدفهم تفجير.
وفي كركوك، عقد مولن، فور وصوله إلى المدينة، اجتماعاً مغلقاً مع ممثلين عن الأكراد والعرب والتركمان والمسيحيين، بحضور قادة الشرطة في المحافظة، في ظل غياب ضباط الجيش عن الاجتماع. وأحيط مكان الاجتماع بإجراءات أمنية مشدّدة، علماً بأنّ الزيارة هي الثانية التي يقوم بها مولن إلى كركوك خلال عام واحد.
وفيما غابت المواقف السياسية عن المشهد العراقي، هيمنت عليه تداعيات استهداف الكنائس المسيحية البغدادية التي أودت بمقتل وجرح 37 مواطناً أول من أمس. وندّد نائب الرئيس، طارق الهاشمي «بشدة، بالهجمات التي تعرّضت لها خمس كنائس مسيحية في بغداد»، مطالباً الأجهزة الأمنية بالكشف عن مرتكبي هذه «الجرائم النكراء». كذلك دعا إلى ضرورة تكثيف الحمايات المخصصة لدور العبادة، مهيباً بالعراقيين «أخذ الحيطة والحذر وضبط النفس وتفويت الفرصة على الأعداء الذين يخطّطون لجرّ العراقيين إلى فتنة جديدة انكشفت وباتت واضحة».
بدوره، رأى النائب يونادم كنا أن هذه الهجمات هي «استهداف للحكومة قبل أن تكون استهدافاً للمسيحيين».
وأجبرت هذه الاعتداءات السلطات الأمنية العراقية على فرض إجراءات مشددة أمس، شملت غلق مناطق الحمدانية وتلكيف ذات الغالبية المسيحية، إثر انفجار جديد استهدف كنيسة وحسينية في الموصل صباحاً.
وقال مصدر أمني إن «الإجراءات بدأت منذ السادسة صباحاً وحتى إشعار آخر، بعد ورود معلومات عن احتمال وقوع هجمات بسيارات مفخخة تستهدف هذه المناطق».
إلى ذلك، أعلن رئيس برلمان إقليم كردستان العراق، عدنان المفتي، تأجيل الاستفتاء على مشروع دستور الإقليم «إلى موعد غير محدّد»، بعد معارضة مفوضية الانتخابات إجراءه أواخر تموز الجاري.
وقال إن برلمان الإقليم «قرّر تأجيل الاستفتاء على مشروع الدستور إلى موعد آخر يُحَدَّد لاحقاً».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)