علي حيدرأطلق عدد من الوزراء اليمينيين في إسرائيل، مواقف معارضة لتفكيك البؤر الاستيطانية التي تطالب الولايات المتحدة بإزالتها من الضفة الغربية. وشدد الوزراء، خلال جولة لهم في شمال الضفة الغربية، على إضفاء الطابع القانوني والشرعي على البؤر الاستيطانية. ولفت في مواقف الوزراء، الذين ضمّوا وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون ووزير الداخلية إيلي يشاي ووزير العلوم دانيال هيرشكوفيتش عن حزب «البيت اليهودي» ووزير الإعلام يولي أدلشتاين عن حزب «الليكود»، تزامنها مع المحادثات التي تجريها الحكومة الإسرائيلية مع الإدارة الأميركية للتوصل إلى صيغة اتفاق حول البناء في المستوطنات.
وانتقد يعلون وصف البؤر الاستيطانية المنتشرة في الضفة الغربية بأنها «غير قانونية»، مؤكداً أن هذا التعبير غير قانوني. ودعا إلى دراسة العودة إلى مستوطنة حومش الواقعة شمال الضفة الغربية، التي تم إخلاؤها ضمن فك الارتباط عن قطاع غزة في عام 2005.
ورأى يعلون أن الانسحاب من قطاع غزة «شكل زخماً للإسلام الجهادي»، مؤكداً أن الانسحابات «تعزز الجهاديين والإرهاب». ولفت إلى أن «حركة فتح لم تتنازل عن نظرية المراحل». وأشار إلى أهمية السيطرة على «جبل الظهر» (شرقي المرتفعات الواقعة في الضفة الغربية) من جهة كونها «تسمح بالدفاع الحقيقي عن دولة إسرائيل، لما تمثله من أهمية أمنية واستراتيجية». بدوره، أكد يشاي أن الوزراء لا يزورون بؤراً استيطانية عشوائية «وإنما هذه بلدات شرعية تمت إقامتها بواسطة حكومات إسرائيل». وعبر هيرشكوفيتش عن ثقته بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو «يؤيد السماح بمواصلة النمو الطبيعي» في المستوطنات. وأعرب عن اعتقاده بإمكان التوصل إلى اتفاق يتيح البناء في المستوطنات من دون الإعلان عن ذلك.
في المقابل، ردّ مقربون من وزير الدفاع إيهود باراك على التصريحات التي أطلقها الوزراء اليمينيون بالقول إن «23 بؤرة استيطانية غير قانونية سيتم إخلاؤها على أساس أننا ملتزمون بالمحافظة على سلطة القانون والحرص على بسط سلطة الدولة على مواطنيها». وقال عضو الكنيست عن حزب «العمل»، إيتان كابل، «أصبح من الواضح اليوم أكثر من أي وقت مضى أن المسألة تتعلق بحكومة يمينية متطرفة واهمة». كما دعا عضو الكنيست عن حزب «العمل»، أوفير بينس،» رئيس الوزراء إلى أن يقرر إما أنه رئيس حكومة الشعب أو اليمين المتطرف». ووصف تصريحات الوزراء بأنها «عديمة المسؤولية وتضعنا على مسار التصادم مع الولايات المتحدة».
ورأى رئيس حزب «ميرتس» اليساري، حاييم أورون، في مواقف الوزراء مؤشراً على أن الحكومة الإسرائيلية «غير مستعدة لكل مفاوضات السلام أو لكل مسار بهذا الاتجاه»، متهماً البعض في حكومة نتنياهو بأنهم «وضعوا لأنفسهم هدفاً هو تعظيم المواجهة الجبهوية مع العالم كله».
وتساءل أعضاء كنيست من حزب «كديما» عمّا سيقوله نتنياهو خلال لقائه المبعوث الأميركي، جورج ميتشل، «هل سيقول له سنعود إلى مستوطنة حوميش». وعبّر عضو الكنيست عن حزب «كديما»، يوآل حسون، عن أسفه بأن أعضاء كباراً في الحكومة لا يعرفون قراءة الخريطة، مشيراً إلى أن «كل من يواصل الحديث عن حوميش وعن البؤر غير القانونية يعرض على المدى الطويل إمكان أن تحافظ إسرائيل على الكتل الاستيطانية الكبرى».
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن المستوطنين أضافوا أخيراً 10 بيوت متنقلة (كرافانات) إلى مستوطنة «عيلي» من دون تراخيص بناء، وشرعوا في نصب 12 أخرى في البؤرة الاستيطانية «كوخاف يعكوف». وأضافت أن المستوطنين أحضروا الكرافانات إلى أرض في المستوطنة وتم تركيبها هناك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي منع نقل الكرافانات إلى المستوطنات.