بعد مرور 24 ساعة على لقاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ووزير خارجية اميركا جون كيري في ألمانيا وإعلان كيري عن وجود مساع حثيثة لتهدئة الأوضاع في الضفة الغربية، أصدر الحاخامان الأكبران لإسرائيل ومئة حاخام اخر، «فتوى» تذكر اليهود بأن دخولهم الى باحات المسجد الاقصى محرم بحسب الشريعة اليهودية واعتبارها معصية كبرى.
وجاء توقيت إصدار الفتوى في إطار المساعي الدولية القائمة لتخفيف الاحتكاك مع الفلسطينيين داخل الأقصى، كما تزامن توقيت اصدارها مع إتخاذ الشرطة الإسرائيلية أمس، اجراءات سهلّت دخول المصلين الفلسطينيين الى الاقصى لاقامة صلاة الجمعة فيه، من دون تحديد سقف اعمار الرجال والنساء على حد سواء. وجاءت هذه الخطوة بعد سلسلة من الاجراءات التعسفية كان قد اتخذها الاحتلال منذ الهبة الفلسطينية الاخيرة، وتصاعد حدة عمليات الطعن في القدس والمناطق المحتلة. وصدرت «الفتوى التذكيرية» امس، عن الحاخامين الرئيسيين في إسرائيل، الحاخام الأكبر لليهود السفارديم، يتسحاق يوسيف، الى جانب الحاخام الأكبر لليهود الأشكيناز، دافيد لاو، مع مجموعة كبيرة من الحاخامات، وصلت الى حدود مئة حاخام. وذكّر البيان اليهود بحرمة الدخول الى الاقصى، وشرح مكونات الفتوى والتحذيرات الصادرة حولها لكبار الحاخامات عبر مر التاريخ.
وأشار الحاخامات في بيانهم الى ان الفتوى الدينية القديمة تحرم تدنيس المكان المقدس في القدس، أي دخول اليهود اليه، وهي فتوى صدرت وجرى المحافظة عليها لعقود، كما وافق عليها الحاخام الأكبر للشرقيين، عوفاديا يوسيف، وأيضا الحاخام الأكبر للاشكيناز، يوسيف شالوم اليشيف.
وورد في البيان: « لقد أنعم الله علينا بنعمه، وشهدنا على حقيقة ان هذا المكان المقدس بات في حوزتنا، وكثيرون من بين شعب إسرائيل يتوافدون إليه لرؤيته بأم العين، ومنهم من يدخل الى منطقة جبل الهيكل، التي نحذر على مر الأجيال من الدخول اليها، خشية ان نفشل وان ندنس طهارة هذا المكان المقدس ». وبحسب الفتوى فإن «كل من يدخل إلى منطقة جبل الهيكل قد يكون دخل دون علم إلى مكان الهيكل وقدس الأقداس، وعندها سيقع في محظور خطير، ونحن نكرر ونحذر مما حذرنا منه سابقاً، إنه يحظر على اي رجل او امرأة الدخول الى منطقة جبل الهيكل، وبالتالي تدنيس قدس الاقداس، ومن دون فرق من اي بوابة دخل اليها».
الخطوات الإسرائيلية للتهدئة قابلها من جانب السلطة الفلسطينية خطوات سعت لإحتواء «يوم الغضب» الذي دعت اليه حركتا الجهاد الإسلامي وحماس في الضفة الغربية. فكانت المواجهات في الضفة أمس، أخف من المرات السابقة. وبحسب مصادر ميدانية، فإن رجال الأمن الفلسطينيين حاولوا منع المتظاهرين من الوصول الى نقاط الإشتباك مع العدو، لكن وبالرغم من هذه المحاولات استطاع مصعب محمد غنيمات، من بلدة صوريف، تنفيذ عملية طعن بالقرب من مستوطنة «أديريت »، جنوب بيت لحم. وذكر إعلام العدو أن الشاب أصيب بجروح لم يتضح مدى خطورتها، بعد إطلاق الجنود النار عليه. وشهد المدخل الشمالي لمدينة رام الله مواجهات مع شرطة العدو اصيب فيها طفلين بالرصاص الحي والمطاطي إحداها في البطن واخرى في الرأس.
وفي سياق متصل، اصيب فتى فلسطيني يبلغ من العمر 16 عاما برصاص جيش الاحتلال جنوب مدينة بيت لحم. اما في غزة، فقد شهدت المناطق الشمالية (محيط معبر بيت حانون ) والشرقية (مخيم البريج وسط القطاع) مواجهات مع جنود العدو مواجهات أعنف من التي دارت في الضفة، إذ أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أشرف القدرة، عن إستشهاد يحيى هاشم كريرة متأثراً بجراحه بعد إطلاق النار عليه منذ اسبوع، وإصابة 159 فلسطينيا، 72 بالرصاص الحي، 22 بالرصاص المطاطي، و65 حالة إختناق.
وقال القدرة انه من بين المصابين «اربعة مسعفين وثلاثة صحافيين اضافة الى تضرر سيارتي اسعاف تابعتين لجمعية الهلال الاحمر». واشار الى ان «احد المصابين في حالة حرجة نتيجة اصابته برصاصة في البطن في المواجهات شرق خان يونس»، في جنوب قطاع غزة.
على صعيد اخر، طالبت تونس الأمم المتحدة «بحضور أمني أممي» لحماية الشعب الفلسطيني من الانتهاكات المتكررة من قبل المستوطنين الإسرائيليين.وقال وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش على هامش ندوة نظمتها الوزارة حول «عمليات بناء وحفظ السلام الأممية» إن « تونس تدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين وتدعو الأمم المتحدة لاتخاذ قرار حول طلب حضور أمني أممي لحماية الشعب الفلسطيني».
وشدد البكوش على أن «المستوطنين الإسرائيليين أصبحوا أكثر شراسة وعنفا وتعصبا، وهو ما يستوجب تدخلا أمنيا أمميا لحماية الفلسطينيين»، مؤكدا أن «هذا المطلب أصبح الآن أكثر إلحاحا خاصة إزاء تكرر الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية».
(الأخبار)