دخلت الجولة السادسة من الحرب في شمال اليمن في محافظة صعدة بين الجيش والمتمردين الحوثيين يومها الثالث، حاصدةً المزيد من الضحايا والنازحين بالتزامن مع عرض السلطات اليمنية وقفاً لإطلاق النار ضمن اتفاق من ستة شروط. ووفقاً للجنة الأمنية العليا فإن هذه الشروط تتمثّل في «الانسحاب من جميع المديريات ورفع كل النقاط المعيقة لحركة المواطنين، النزول من الجبال والمواقع المتمترسين فيها وإنهاء التقطع وأعمال التخريب، تسليم المعدات التي جرى الاستيلاء عليها، الكشف عن مصير المختطفين الأجانب الستة»، إضافةً إلى «تسليم المختطفين من أبناء محافظة صعدة»، و«عدم التدخل في شؤون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال».وردّ مكتب الحوثي على هذه الشروط بالقول «إن اتفاق الدوحة فيه جميع البنود التي تحل قضية صعدة وأكثر مما ورد في البنود الستة، ولكن السلطة هي التي رفضت الاتفاق وعرقلت تنفيذه». وأضاف «إن السلطة لا تسعى في الواقع إلى إيجاد حل جذري للقضية، وما تثيره من بنود تزعم مطالبتنا بها هو تضليل للرأي العام بعد ارتكابها جرائم إنسانية في قرى صعدة وشنّها حرباً ظالمة من دون مبرّر»، مؤكداً تمسكه «بخيار السلام» وأن الحل الوحيد هو النظر بعين الاعتبار إلى معاناة الناس والسعي نحو حل نهائي للقضية، لكنه شدّد على أنه إذا «استمرت السلطة في عدوانها فإن الدفاع عن النفس حق مشروع ومقدّس».

أسعار المواد التموينية ارتفعت إلى الضعف، وأصبح الحصول على الأكل والشرب شبه معدوم

وأدّت المواجهات، التي اندلعت مساء الثلاثاء بعد إعلان حالة الطوارئ وبدء الجيش اليمني هجوماً عسكرياً بمشاركة سلاح الجو، إلى مقتل وإصابة العشرات في شمال البلاد، بينهم 15 قتلوا حين أغارت طائرات حربية أول من أمس على سوق الربوع التابع لمديرية حيدان، وطفلان قتلا في مدينة ضحيان جراء سقوط قنبلة من إحدى الطائرات على منزلهما. كما سبّبت حدة المعارك نزوح الآلاف من سكان المنطقة. وقال مصدر يمني مطّلع، طلب عدم ذكر اسمه، إن «ضواحي مدينة صعدة شهدت أمس تدفقاً لافتاً للفارين من مواقع تتعرض للقصف بالطيران فى مناطق المواجهات إلى عاصمة المحافظة، هرباً من نيران الحرب المتبادلة بين القوات الحكومية والحوثيين».
وأشار المصدر إلى أن «أسعار المواد التموينية والمحروقات ارتفعت إلى الضعف عما كانت عليه قبل اندلاع المواجهات بين الجانبين، وأصبح الحصول على المتطلّبات اليومية من أكل ومشرب شبه معدوم».
ونقل موقع «المنبر الإخباري اليمني»، عن مكتب الحوثي إشارته إلى استخدام قنابل فوسفورية من جانب الجيش اليمني خلال قصفه لمنطقة مران الجبلية.
في هذه الأثناء، ناشدت أحزاب «اللقاء المشترك»، أمس، طرفي الصراع في صعدة الوقف الفوريّ لإطلاق النار والاستجابة لدعوات الحوار الوطني. وعبّر رئيس المجلس الأعلى للّقاء المشترك حسن زيد، عن رفض اللقاء للحرب الدائرة في صعدة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)