معظم آبار إنتاج النفط تخطّت مرحلة الذروة، لذا فإنّ العالم متّجه نحو أزمة طاقة كارثيّة قد تكبّل التعافي الاقتصادي العالمي. تحذير طاقوي جديد أطلقه كبير الاقتصاديّين في وكالة الطاقة الدوليّة، فاتح بيرول.وقال بيرول في حديث لصحيفة «The Independant» البريطانيّة، إنّ الحكومات والشعوب كافّة بدا أنّها غير مهتمّة لواقع أن النفط ينفد بنمط أسرع ممّا كان مرجّحاً في وقت سابق، ومن المتوقّع أن يصل الإنتاج إلى ذروته القصوى خلال 10 أعوام، أي أبكر بعقد من الترجيحات السابقة التي كانت الحكومات قد افترضتها.
لكن التقويم الأوّلي المفصّل لأكثر من 800 بئر حول العالم، تغطّي 75 في المئة من الاحتياطات الكونيّة، أظهر أنّ معظم الآبار الكبيرة قد وصل بالفعل إلى الذروة، وأنّ نمط تراجع الإنتاج هو يساوي ضعف النمط الذي كان قد سجّل قبل عامين. وإضافة إلى ذلك هناك مشكلة مزمنة تتمثّل في ضعف الاستثمارات النفطيّة في البلدان المنتجة.
هذا الواقع سيؤدّي إلى «أزمة نفطيّة» بعد 5 أعوام، ما سيعرّض للخطر أيّ أمل في إمكان الخروج من الأزمة الاقتصاديّة التي يعيشها العالم والتي تعدّ الأسوأ منذ الكساد العظيم في ثلاثينيّات القرن الماضي.
وحذّر بيرول من أنّ «القوّة السوقيّة للبلدان القليلة المنتجة للنفط، وتحديداً في الشرق الأوسط، ستزداد بسرعة. وتلك البلدان أساساً تملك 40% من السوق».
بالنسبة إلى وقع الكارثة على بلدان العالم، فإنّ حدّته تختلف. فالبلدان المنتجة ستشهد طفرة قياسيّة، بحكم أنّ الطلب لن يتراجع عن حدّ أساسيّ، لكون النفط يبقى مورد الطاقة الأوّل. وفي المقابل البلدان المستهلكة تنقسم بين صناعية وناشئة وفقيرة. المجموعة الأولى (وحتّى الثانية) تطوّر بسرعة مصادر الطاقة البديلة. أمّا البلدان الأخرى، وبينها لبنان، فينتظرها أفق مظلم، لأنّ الأسعار سترتفع ارتفاعاً كارثياً.
(الأخبار)