استثناء القدس المحتلة من التفاهم... وواشنطن تؤكّد الحصول على موافقة عربيّة للتطبيعمهدي السيّد
يصل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى إسرائيل، الأسبوع المقبل، لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق المتبلور مع الحكومة الإسرائيلية بشأن تجميد البناء في المستوطنات، بعدما أنهى «اجتماعاً جيداً»، أول من أمس، مع الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، الذي ضمّ إسحاق مولخو ومايك هرتزوغ.
وتأتي زيارة ميتشل في ظل تقارير إعلامية إسرائيلية تفيد بقرب التوصّل إلى اتفاق بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية بشأن موضوع البناء في المستوطنات، يمنح الإدارة الأميركية القدرة على الادّعاء أنها حققت اختراقاً على صعيد تجميد البناء في المستوطنات، ويسمح في المقابل لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالقول إنه تجنّب الدخول في أزمة مع الإدارة الأميركية بأقل ثمن ممكن، ومن دون الرضوخ التام للمطلب الأميركي من خلال الحديث عن «تأجيل البناء» في المستوطنات إلى أمد محدود، بدل الحديث عن «تجميد للبناء».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن موظف رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله إن ادارة أوباما قريبة من الاتفاق مع حكومة نتنياهو على سلسلة خطوات، بينها تجميد المستوطنات، بحيث يسمح بإعادة بدء المحادثات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف «علينا أن ندفع المحادثات إلى نهايتها. نحن قريبون جداً من النهاية، بما في ذلك المحادثات مع محافل عربية عن مساهمتها في الاتفاق».
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت الدول العربية المعتدلة توشك على إبداء بادرات طيّبة تجاه إسرائيل في إطار الاتفاق، ردّ المسؤول الأميركي بالإيجاب. وقال: «هناك تعهدات قطعت وهناك تعهدات أخرى نأمل أن نحصل عليها».
وبحسب الصحيفة، يدور الحديث عن استئناف عمل مكاتب المصالح الإسرائيلية في إمارات النفط ودول شمال أفريقيا، ومنح حق للطائرات الإسرائيلية بالعبور في سماء الدول العربية، وعلاقات سياحية وتجارية. وبحسب ما قالته مصادر إسرائيلية لصحيفة «يديعوت»، فقد وافق الأميركيون على ألا يدعوا إلى وقف البناء في الضفة الغربية باسم «التجميد» بل باسم «مورتوريوم»، أي تأجيل أو إرجاء مؤقت. ولن ينصّ الاتفاق على فترة زمنية دقيقة، بل سيتحدث عن تأجيل البناء على مدى «بضعة أشهر» من يوم إعلانه فصاعداً. وبموجب الاتفاق، يسري «تأجيل» البناء على مبان لم يُبدأ بإقامتها، ولكنّ البناء سيستمر في المواقع التي بات البناء في ذروته فيها. ويسري التجميد على كل الضفة الغربية، لكن من دون ذكر القدس الشرقية، باستثناء الحديث عن مطلب أميركي بوقف هدم مبان فلسطينية في شرق القدس، وفق ما ذكرت صحيفة «معاريف».
وحسب مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، فقد تحقق تفاهم بموجبه، أنه إذا لم تقدم الدول العربية في غضون فترة التجميد على القيام ببادرات طيّبة تجاه إسرائيل، فستتبنّى الإدارة الأميركية من جديد التفاهمات التي تحققت بين حكومة أرييل شارون وإدارة جورج بوش. وهذا يعني أنه سيكون في وسع إسرائيل، بموافقة أميركا، البناء مجدداً في الكتل الاستيطانية. وذكرت «معاريف»، نقلاً عن محافل أميركية، تأكيدها أنه إذا توصّل ميتشل إلى اتفاق مع نتنياهو، فإن التوقيع عليه لن يحصل إلا في اللقاء المرتقب بين أوباما ونتنياهو، أثناء انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك في نهاية الشهر. كما ذكرت «يديعوت» أن ملك الأردن، عبد الله الثاني، وافق على أن يلتقي نتنياهو في أثناء انعقاد الجمعية العمومية، وجاءت هذه الموافقة في أعقاب الزيارة السرية التي قام بها هذا الأسبوع رئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد إلى الأردن.

من جهة أخرى، شدد وزير التطوير والتعاون الإقليمي سيلفان شالوم (الصورة)، للإذاعة الإسرائيلية، على تمسّك حزب «الليكود» باستمرار مشروع الاستيطان، «وأن من يعتقد بأن هذا المشروع سينكفئ في فترة حكم الليكود فهو مخطئ».