«لم نشعر بأن الطلب على المواد الغذائية قد زاد بنسبة كبيرة هذا الصيف»، بهذه العبارة، يدل رئيس نقابة أصحاب الصناعات الغذاية، جورج نصراوي، على الوضع الاستهلاكي في لبنان، وذلك على الرغم ممّا يقال عن دخول مليوني سائح إلى لبنان في هذه السنة. إذ يشير إلى أن دخول نصف هذا العدد في الصيف لفترة ثلاثة أشهر كان يجب أن يكون له مفاعيل أكبر بكثير، ولا سيّما على مستوى زيادة الاستهلاك، غير «أننا لم نلمس مثل هذه الزيادة، ولم يزد الطلب بنسب موازية».ويشير نصراوي إلى أن أصحاب المطاعم أفادوا أن نسب الأشغال لديهم كانت مرتفعة، لكنّ تجّار المواد الغذائية «لم يشعروا بأن هناك زيادة كبيرة في تصريف البضائع»، واصفاً وضع السوق بأن «هناك تحسّناً بسيطاً»، لكن هذا التحسّن لا يعكس الكلام عن حركة سياحية وسيّاح دخلوا إلى لبنان بالحجم الذي تعلنه وزارة السياحة، علماً بأن الاستهلاك الغذائي يعدّ مؤشراً ودليلاً أساسياً على صحة ما يشاع عن مثل هذه الأرقام.
وحتى اليوم لا وجود لإحصاءات دقيقة عن حجم السوق الاستهلاكية في لبنان، إلّا أن الإحصاءات التي أجرتها شركة «TSC» في عام 2007 قبل دخولها إلى السوق اللبنانية وشراء سلسلة متاجر «مونوبري»، أظهرت أن مجمل قيمة الاستهلاك الغذائي في هذه السنة بلغ 4.4 مليارات دولار منها 800 مليون أُنفقت في المطاعم و2.9 مليار أنفقت في السوبرماركت وقنوات الإنفاق المتوسطة والكبيرة الحجم، فيما بلغ عدد السيّاح 500 ألف.
وبالتالي، فإن معدل الاستهلاك للفرد الواحد (لبنانيّون وسيّاح) يبلغ 977 دولاراً، وفي حال دخول مليوني سائح إلى لبنان على مدى 12 شهراً، يجب أن يزيد الاستهلاك بقيمة 1954 مليون دولار، أي ما نسبته 44.4 في المئة، ما يجعل الأمر غير قابل ليكون واقعياً.
(الأخبار)