ووفقاً لتقارير واردة من الخرطوم، فقد «سخر محافظ حلايب السابق، نافع إبراهيم نافع، من المزاعم المصرية بتبعية مناطق عديدة بشرق السودان للجانب المصري»، موضحاً أنه «حتى لو نُقل أبو الهول إلى داخل مثلث حلايب، ستظل أرضاً سودانية»، ومنتقداً بشدة ما وصفه بسياسات الترهيب والترغيب من الجانب المصري. ويتمثل الخلاف المصري ـــــ السوداني في الحدود المرسّمة بين مصر والسودان التي حددتها اتفاقية الاحتلال البريطاني عام 1899 وضمت المناطق من خط عرض 22 شمالاً لمصر وعليها يقع مثلث حلايب داخل الحدود المصرية. إذ جعلت المملكة المتحدة، التي كانت تحكم البلدين حينذاك، مثلث حلايب تابعاً للإدارة السودانية في عام 1902، لأن المثلث أقرب إلى الخرطوم منه إلى القاهرة.
أما في شبه جزيرة سيناء، الواقعة شمال شرق البلاد، فتسعى السلطات المصرية إلى احتواء تمرد جديد، بعدما أصيب 11 شرطياً في اشتباكات وقعت في منطقة قريبة من الحدود بين مصر وقطاع غزة مع عشرات من البدو الذين كانوا يحتجون على دهم قوات الأمن لمخزن إسمنت.
حتى لو نُقل أبو الهول إلى داخل مثلث حلايب ستظل أرضاً سودانية
وتشهد منطقة شمال سيناء القريبة من الحدود منذ أشهر عمليات دهم تقوم بها الشرطة لمخازن بضائع تؤكد أنها معدة للتهريب مع غزة، ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات مع بدو المنطقة الذين يؤكدون أن البضائع التي تُصادَر ليست معدة للتهريب.
والتوتر شبه مستمر في شمال سيناء حيث يعيش نحو 200 ألف بدوي بسبب ارتفاع معدل البطالة بينهم، وشكاوى السكان من حرمانهم العمل في قطاعات السياحة والنفط الموجودة هناك.
يشار إلى أن ثلاثة من البدو قُتلوا برصاص الشرطة في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، وأعقب ذلك احتجاجات واسعة النطاق من البدو الذين اختطفوا 40 من رجال الشرطة لمدة 24 ساعة قبل أن يطلقوا سراحهم بعد مفاوضات بين مشايخ القبائل والقيادات الأمنية.