البقاع ــ أسامة القادريتشهد نقطة المصنع الحدودية حركة عبور غير اعتيادية، حيث يستمر تدفّق العابرين، ذهاباً وإياباً، منذ ما قبل عيد الأضحى بأسبوع. وبحسب مصدر في الأمن العام اللبناني، وصل العدد في اليوم إلى 45 ألف عابر. ويوضح المصدر أنّ الإقبال عادة على «خط» المسافرين من لبنان بلغ ضعفي نسبة القادمين. وفي هذه الأيام التي تلت عطلة العيد، انعكس الوضع حتى أصبحت نسبة القادمين أكبر من المسافرين. ولا ينكر أن مشاكل الانتظار تأتي من الأعداد الضخمة العابرة، «مقابل تأهيلات محدودة في المبنى، عمرها عشرات السنين». هذه الحركة تضغط على عناصر الأمن العام لصغر مبنى هذا الجهاز وقلة عدد الموظفين وغياب المكننة، ما أدّى إلى امتداد طابور السيارات وحافلات النقل القادمة حوالى كيلومتر بعيداً عن ساحة الأمن العام ومبنى والجمارك.
وقد شُيّد المبنى في أواخر الخمسينيّات ليناسب حركة عبور 3500 شخص يومياً فقط! ومشكلة الزحمة عند المصنع ولّدت لدى العابرين متاعب كثيرة، تبدأ من الانتظار الطويل «لختم التأشيرة»، لأن المعلومات الشخصية في الهوية لا تزال خاضعة للتلقين اليدوي للكمبيوتر، إضافة إلى أن «الكونتوارات» الموزعة للبنانيين والعرب والأجانب والدبلوماسيين والسوريين، لا يتجاوز عددها 7.
ويسبّب الانتظار في الصقيع إزعاجاً كبيراً للمسافرين، ولكن، بحسب يوسف العبد الله وهو عامل سوري، فإنّ الوضع في نقطة المصنع «أهون» بكثير من الوضع في كراج السومرية المخصص للسيارات العمومية بين لبنان وسوريا.
ويشرح كيف تخلّص من «تظلّم الشوفريّة» له، فهو يستقل فاناً عمومياً من العاصمة دمشق بـ25 ليرة سوريّة حتى «نقطة الجمارك السورية» ليحمل أمتعته على كتفه ويسير حوالى كيلومتر، بين مبنى الجمارك ومبنى الأمن العام السوريَّين، ليستقل من هناك سيارة تعمل بين حدود البلدين إلى الجمارك اللبنانية مقابل 100 ليرة سورية.