شعث لم يتفاوض في غزّة... والحيّة يرى الورقة المصرية «أساساً»غزة ــ قيس صفدي
في لقاء هو الأول من نوعه بين حركتي «فتح» و«حماس» في غزة منذ سيطرة الحركة الإسلامية على القطاع في حزيران عام 2007، وغداة وصول عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث إلى هذه المدينة أول من أمس، تبادل قادة الحركتين أفكاراً لكسر الجمود في علاقتهما، تمهيداً لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام.
كذلك بحثت الحركتان، في لقاء دام نحو خمس ساعات في منزل رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية، وبحضور شعث، قضايا مشتركة أبرزها ملف المصالحة المجمّد.
وقال عضو المكتب السياسي لـ «حماس» خليل الحية، في مؤتمر صحافي مشترك مع شعث، «إن اللقاء مهم، وسيُبنى عليه»، مضيفاً «لم نتحدث في التفاصيل، ولكننا شكونا همنا، الواحد منّا للآخر، وتحدثنا عن قضايانا». ووصف اللقاء بـ «الأخويّ الذي اتسم بالشمولية والموضوعية والجدية». كما لفت إلى أن قيادتي الحركتين «تبادلتا أفكاراً في كل الملفات والقضايا»، آملاً أن «تدرس هذه الأفكار في أروقة فتح»، وأن «يُفتح باب العلاقات بين الحركتين على الأرض وفي الميدان».
ورأى الحية أن الورقة المصرية للمصالحة «أساس لا بد من المضي في اتجاهها»، قائلاً «جرى التأكيد خلال اللقاء أنه لا بديل ولا انفكاك عن الذهاب إلى مصر لتوقيع الورقة». غير أنه جدّد موقف «حماس» وتمسكها بملاحظاتها قبل التوقيع. وأكد أن «اللقاء مع شعث وفتح حقّق أرضية مهمة يمكن البناء عليها في العلاقات الثنائية بين الحركتين، والعلاقات الوطنية».
وتابع الحية قائلاً إن «الأيام المقبلة ستشهد إجراءات على الأرض لتحسين العلاقة مع فتح»، من دون توضيح طبيعة هذه الإجراءات. وأضاف إن «هنيّة أكد خلال الاجتماع أن فتح تملك مطلق الحرية للعمل في غزة، وأنها ليست حركة محظورة».
بدوره، أكد شعث «لم أكن أفاوض في غزة، ولم أكلف بالتفاوض. ولم أُعِد فتح الورقة المصرية. لكننا فتحنا الباب للمستقبل والشراكة». وأضاف «لم نتحدث عن نصوص. تحدثنا عما يهيّئ الأجواء ويقرّب شعبنا من الوحدة. تحدثنا في كل الموضوعات بأخوية وود وصراحة وصدق، واتفقنا على ضرورة إنهاء الانقسام والتوحد من خلال إنجاز المصالحة».
وتابع شعث سرد الاتفاقات قائلاً: «اتفقنا على أن يقوم الطرفان بإجراءات تنهي الأوضاع الشاذة التي سادت علاقاتنا»، مضيفاً إنه سينقل «إلى قيادة فتح ما طُرح من الإخوة في حماس» التي دعاها إلى «توقيع الورقة المصرية من دون تردّد أو خشية من المماطلة»، مشيراً إلى أن «الورقة المصرية مهمة، حيث وقّعتها فتح، وننتظر من الإخوة في حماس أن يوقّعوها أيضاً. ونحن نضمن لهم الثقة المطلقة لتنفيذها».
وقبيل اللقاء مع شعث، شارك هنية في حفل تكريم لقيادة جهازي الأمن الوطني والأمن والحماية في مدينة غزة، وتوعد «بالضرب بيد من حديد كل من يعبث بأمن المواطنين في قطاع غزة» قائلاً «لن نسمح بعودة الفلتان الأمني من جديد مهما كانت الظروف، وما نسعى إليه هو أن ينعم شعبنا الفلسطيني بأمن وأمان واستقرار».
وأكد هنية أن «الحكومة (المقالة) حقّقت أكبر إنجازاتها وهو فرض الأمن الذي يشعر به المواطن، بعدما ذاق مرارة الفلتان الأمني في العهد السابق» في إشارة إلى الفترة التي سبقت سيطرة «حماس» على القطاع، بعد موجات من الاقتتال مع «فتح». وأوضح أنه «من سلّم أولويات الحكومة هو عودة الأمن والأمان، الذي لم نتمكن من تحقيقه في السابق، حيث كنا في الحكومة ولم نكن في الحكم».

وتعدّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحركة الإسلامية منظمة «إرهابية»، إلّا أن روسيا لا تزال تحتفظ بعلاقاتها الرسمية مع الحركة منذ فوزها بالانتخابات وسيطرتها على قطاع غزة حزيران عام 2007. وكان مشعل قد زار موسكو في آذار 2006 وشباط 2007.
(أ ف ب)