ظهرت أمس بعض ملامح التعهدات التي قطعها الأميركيون للرئيس الفلسطيني محمود عبّاس لإقناعه بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وأبرزها الإعلان عن الطرف المعرقل
علي حيدر
كشفت صحيفة «هآرتس» أمس عن وثيقة قدمتها الإدارة الأميركية للسلطة الفلسطينية تؤكد أنها لن تكتفي بدور الوسيط في المفاوضات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية غير المباشرة، وأنها ستقدم أيضاً اقتراحات لجسر الخلافات بين الطرفين. وأضافت «هآرتس» إن الولايات المتحدة تلتزم، وفق الوثيقة، «أمام السلطة أنه في حال عدم تنفيذ أيّ من الطرفين توقّعات الأميركيين منه، فإن الإدارة ستعرب عن قلقها وتعمل بما يتلاءم من أجل التغلب على العقبة». وأوضحت أن «هذا التعهد مثّل عاملاً حاسماً في قرار السلطة ودول الجامعة العربية بتلبية المبادرة الأميركية بشأن محادثات التقارب بين الطرفين».
ورغم أن الإدارة شددت في الوثيقة على أن هدفها المركزي هو إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة، وأن تكون الدولة الفلسطينية ذات تواصل جغرافي، إلا أنها امتنعت عن الالتزام بأن تكون حدودها على أساس حدود عام 1967، واكتفت بتكرار الصيغة التي وردت في خريطة الطريق، التي حددت أن اتفاق الوضع النهائي سيؤدي إلى إنهاء الاحتلال الذي بدأ في عام 1967.
كذلك لم يقدم الأميركيون ضمانات جديدة بشأن موضوع تجميد البناء في المستوطنات، الذي ينتهي مفعوله بعد الأشهر الأربعة المقررة لمحادثات التقارب.
في المقابل، نقلت «هآرتس» عن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى قوله إن الرد الأميركي قوبل بالترحاب من جانب القيادة الفلسطينية، وإن تأخر استجابة عباس للمبادرة الأميركية بشأن المفاوضات غير المباشرة كان نابعاً فقط من رغبته بالحصول على دعم جامعة الدول العربية.
ولفتت «هآرتس» إلى أن رئيس الوزراء بنيامين «نتنياهو سيكون مطالباً بأن يقدم موقفه بشأن الحدود الدائمة بين إسرائيل والدولة الفلسطينية، فيما يصعب عليه، في ظل التركيبة الحالية للحكومة، بل ولكتلة الليكود، السير بعيداً في العملية السياسية، إذا ما كان معنياً بتنفيذ خطوة تاريخية تجاه الفلسطينيين، كما يروّج رئيس الدولة شمعون بيريز، وهو ما يفرض عليه (نتنياهو) الشروع فوراً في محادثات تقارب جدية مع قيادة كديما».
ومع وصول المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل إلى القدس اليوم، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن المحادثات غير المباشرة بين الجانبيين ستتخذ شكل جولاتٍ مكوكية يجريها مسؤولون أميركيون من طاقم ميتشل بين رام الله والقدس أو بين الجانبين في العاصمة الأميركية إذا ما تقرّر إجراء المحادثات هناك.