غداة الإعلان عن عدم تمديد ولاية غابي أشكينازي، سارع بنيامين نتنياهو وإيهود باراك إلى محاولة احتواء أجواء التوتر من خلال إغداق المديح عليه، في وقت اشتعلت في الجبهة الإعلامية حرب الجنرالات الأربعة، المرشّحين لخلافته
مهدي السيّد
أثار قرار عدم التمديد لرئيس الأركان الإسرائيلي، غابي أشكينازي، علامات استفهام قوية حول مغزاه ودلالاته في كل ما يتعلق بفرص الحرب واحتمالاتها، ولا سيما أن انتهاء ولايته المقررة في شباط 2011، يتزامن أيضاً مع انتهاء ولاية العديد من قادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية، وخصوصاً رئيسي الموساد والشاباك، وتراجع فرص التجديد لهما.
وفيما رأى البعض في القرار مؤشراً إلى تراجع أسهم الحرب، على اعتبار أنه لا يُعقل تغيير رئيس الأركان وإدخال الجيش الإسرائيلي في ورشة تعيينات قيادية على أبواب الحرب أو خلالها أو بعدها بقليل، يرى البعض الآخر أن قرار عدم التمديد ربما يشير على العكس تماماً، من خلال الإشارة إلى احتمال عدم وجود توافق بين المستوى السياسي الإسرائيلي ورئيس الأركان على موضوع الحرب، الأمر الذي يوجب إحداث تغيير جوهري في رئاسة الأركان قبل الدخول في أيّ حرب محتملة.
وفي أول تعليق له على قرار عدم التمديد لأشكينازي، نزّه رئيس الحكومة بنيامين نتيناهو القرار عن أيّ خلفيات، معتبراً أن ما صدر في هذا السياق يندرج ضمن خانة تنفيذ قرار سابق يهدف إلى تجديد المؤسسة العسكرية. وقال إنه «يُقدّر كثيراً عمل رئيس الأركان». وأضاف إنه «من الناحية العملية، لم يُتخذ قرار جديد ـــــ ما حصل هو تنفيذ قرار سابق».
وأغدق وزير الدفاع إيهود باراك المديح على أشكينازي، على الرغم من إشارة العديد من المعلقين إلى أن التوتر خيّم على علاقته به خلال الأشهر الأخيرة، على خلفية التأييد الشعبي الذي حظي به رئيس الأركان، وتباين مواقفه عن مواقف وزير الدفاع في عدد من القضايا، فيما ذهب بعض المعلّقين إلى الحديث عن خلاف محتمل بين الرجلين على مسائل حساسة جداً لها علاقة باحتمالات الحرب ضد إيران.
وأثنى باراك على أشكينازي، واصفاً إياه بأنه «أحد رؤساء الأركان الجيدين الذين شهدهم الجيش الإسرائيلي». وأعرب عن «ثقته التامة وتقديره الكبير لرئيس الأركان ولمساهمته الهائلة في وتيرة العمل وزخمه في الجيش الإسرائيلي، خلال السنوات التي تلت حرب لبنان الثانية».
في هذه الأثناء، توقعت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن يخلق قرار عدم تمديد ولاية أشكينازي مشكلة عسيرة للمؤسسة الأمنية في إسرائيل، حيث يُتوقع أن يُستبدل جميع قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خلال عام 2011.
وإضافةً إلى أشكينازي، فإن رئيس «الموساد» مائير داغان سينهي مهمّاته العام المقبل، في ظل وجود احتمال ضئيل لتمديد ولايته سنةً إضافية، وخصوصاً بعد عواقب عملية اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح. كذلك سينهي كلّ من رئيس الشاباك يوفال ديسكين، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين مهمّاتهما في بداية العام المقبل. ويتوقع أن تنتهي ولاية كل من قائد الجبهة الجنوبية اللواء يوءاف غالانت، وقائد الجبهة الشمالية غادي آيزنكوت في بداية العام المقبل.
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى وجود أربعة مرشحين لخلافة أشكينازي وهم غالانت وآيزنكوت ونائب رئيس أركان الجيش الحالي اللواء بيني غانتس ونائب رئيس أركان الجيش السابق اللواء في الاحتياط موشيه كابلينسكي. ووفقاً للتقارير الإسرائيلية فإن غالانت هو الأوفر حظاً لتولي رئاسة الأركان، يليه غانتس.