خاص بالموقع - قُتل شخصان بينهم شرطي مرور وجرح عشرة آخرون بينهم سبعة من شرطة المرور في انفجار جديد يمثّل واحداً من سلسلة هجمات استهدفت في الأيام الماضية شرطة المرور في بغداد، قبيل انسحاب القوات الأميركية من البلاد.وقال مصدر في وزارة الداخلية، طالباً عدم كشف هويته، إن «شخصين، أحدهما شرطي مرور، قُتلا وجرح عشرة آخرون بينهم سبعة من شرطة المرور في انفجار عبوة ناسفة»، موضحاً أن «الانفجار وقع عند المدخل الرئيسي لمديرية شرطة منطقة الغزالية» غرب بغداد.
وعلّق ضابط كبير في مديرية شرطة مرور بغداد، على الهجمات التي استهدفت شرطة المرور في مناطق متفرقة من بغداد بالقول: «نمثل الخطوط الأمامية في المعركة مع الإرهاب».
وأضاف الضابط الذي طلب عدم كشف هويته، بتوتر واضح أن «جميع رجال المرور باتوا يشعرون بخطر الموت (يلاحقهم) لكنهم يواصلون القيام بواجباتهم».
وشدد على أن «رجل المرور هو رمز للسلام والأمان، ويفرض القانون، وغيابه يعني غياب الأمن».
ورأى أن «الجهة التي تزرع العبوات وتنفذ الاغتيالات هي ذاتها. إنها جهة خسيسة وجبانة، رغم أن ذلك مخالف للقوانين والشرائع».
وقال مصدر في وزارة الداخلية، إن أول هجوم على شرطة المرور وقع في 23 من تموز الماضي في شارع فلسطين (شرق)، حيث انفجرت عبوة ناسفة أدت إلى جرح اثنين من عناصر شرطة المرور، مؤكداً استمرار الهجمات خلال الأيام الماضية.
ووفقاً لحصيلة أعلنها المصدر ذاته، قُتل خمسة على الأقل من عناصر شرطة المرور وأصيب نحو 27 آخرين منهم بجروح، في هجمات في مناطق متفرقة من بغداد.
من جهته، قال الملازم أحمد علي (22 عاماً): «نحن مسالمون ونعمل لخدمة الناس وننظم السير»، معرباً عن اعتقاده أن «هذه الهجمات مدعومة من دول الجوار ويقوم بها تنظيم القاعدة». ولفت إلى أن التنظيم «يستهدف الحكومة ويلاحق كل من يمثلها بهدف إسقاطها».
وأضاف علي الذي كان يتحدث في منطقة الكرادة (وسط) حيث يعمل منذ عامين: «لسنا الوحيدين المستهدفين. فقد قتلوا وحرقوا الجنود في منطقة الأعظمية قبل أيام».
وأشار أحمد وهو أب لطفلتين، إلى أن «هذه الهجمات هدفها زرع الخوف والرعب لدى الناس، وخصوصاً رجال الأمن المسؤولين عن حماية الناس وتنظيم سير الحياة».
بدوره، يرى المواطن رزاق مهدي، أن «استهداف رجال شرطة المرور عمل إجرامي لايقبل به أي إنسان، فهم يعملون تحت الشمس لخدمة الجميع».
وكان عناصر شرطة المرور يؤدون أعمالهم قبل عام 2007، وهم يرتدون زياً غير نظامي ويغطي بعضهم وجهه تجنباً لاستهدافه من المسلحين، وقد بدأوا تطبيق النظام بجدية تدريجاً هذا العام.
وللمرة الأولى حملت دوريات شرطة المرور في بغداد أسلحة رشاشة وفتشت السيارات المشتبه فيها، بالتعاون في بعض الأحيان مع الأجهزة الأمنية الأخرى.
ويتقاضى شرطة المرور ممن هم بمستوى شرطي إلى ملازم مرور رواتب تتراوح من 650 ألف دينار (نحو 550 دولاراً) و900 ألف دينار (نحو 760 دولاراً) شهرياً.
من جانبه، قال قائد القوات البرية، الفريق علي غيدان، في مؤتمر صحافي عن الهجمات التي تستهدف شرطة المرور، إن «القسم الأكبر منهم غير مسلح، لذلك فهم أهداف سهلة للإرهابيين».
وأشار إلى أنه «بين عامي 2005 و 2008، كان رجال شرطة المرور مسلحين (برشاشات). لكن بعد الاستقرار الأمني الذي شهدناه في البلاد، سمحنا لهم بحمل أسلحة في الجانب للحماية الشخصية» فقط، لافتاً إلى أنه الآن «يُبحث تسليحهم ببنادق طويلة»، أي رشاشات.

(أ ف ب)