كوريا الجنوبية تحتوي أسوأ حرائق في تاريخها

أعلنت السلطات الكورية الجنوبية، اليوم الجمعة، أنها تمكنت من احتواء الحرائق الرئيسية في أكبر حريق غابات شهدته البلاد على الإطلاق، مستفيدةً من تحسن الأحوال الجوية وهطول الأمطار، مما سمح للمروحيات بإلقاء المياه وإخماد ألسنة اللهب.

أضرار جسيمة وخسائر بشرية

اندلعت الحرائق، التي أججتها الرياح العاتية والجفاف، في مقاطعة كيونغسانغ الشمالية وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً، بحسب السلطات المحلية، إضافةً إلى تدمير أكثر من 450 كيلومتراً من الغابات والمناطق السكنية. كما امتد الحريق لمسافة 70 كيلومترًا شرقًا، ليأتي على مساحة تعادل ثلثي مساحة جزيرة سنغافورة، متجاوزًا حجم حرائق لوس أنجلوس التي اندلعت في كانون الثاني (يناير) الماضي.

• 

السيطرة على الحرائق الرئيسية

أوضح وزير إدارة الغابات في كوريا الجنوبية، ليم سانغ سوب، أن «الحرائق الرئيسية أصبحت تحت السيطرة» بحلول الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت بيروت، مشيرًا إلى أن الجهود ستتحول إلى احتواء الحرائق الصغيرة المتبقية. كما أعرب عن تقديره للفرق التي واجهت النيران.

وتسببت الرياح القوية والجافة في انتشار الحرائق بسرعة غير مسبوقة، بينما جعل الدخان والضباب الكثيف من الصعب على المروحيات التحليق خلال الأيام الماضية. ومع تحسن الظروف الجوية، تمكنت أكثر من 80 مروحية من المشاركة في عمليات الإطفاء منذ فجر الجمعة.

تداعيات التغير المناخي

يرى الخبراء أن حجم وسرعة انتشار الحريق في أوي سونغ أمر غير معتاد، مشيرين إلى أن التغير المناخي قد يؤدي إلى جعل حرائق الغابات أكثر تكراراً وخطورة على مستوى العالم.

الجدير بالذكر أن السنوات القليلة الماضية سجّلت ارتفاعاً في معدلات الاحترار العالمي إلى الدرجات التي لطالما حذّر العلماء منها، حيث بدأت آثار ارتفاع درجات الحرارة تظهر في اشتداد وطأة الحرائق، وتسارع ذوبان الجليد، وتزايد موجات الحر. في المقابل، لا تزال الدول الكبرى تفشل في تبنّي حلول حقيقية، فيما يعتبر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن الأمر برمته مجرد «خدعة».