درعا: أوّل مشاركة فصائلية في صدّ التوغّل الإسرائيلي

تشييع حاشد لشهداء العدوان الإسرائيلي  في نوى في ريف درعا (من الويب)
تشييع حاشد لشهداء العدوان الإسرائيلي في نوى في ريف درعا (من الويب)


شهدت محافظة درعا، ليل الأربعاء - الخميس، اشتباكاً هو الثاني من نوعه مع قوات الاحتلال في المناطق الواقعة إلى الجنوب من مدينة نوى في الريف الغربي للمحافظة، وذلك بعد اشتباك أوّل شهدته قرية كويا خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان. وجاء هذا بعد محاولة قوات العدو التوغّل إلى منطقة الأحراج الواقعة بين قريتي تسيل والجبيلة، والتي يربطها مصدر عشائري بدخول قوات الأمن العام إلى منطقة سد الجبيلية (سد تسيل)، في الليلة نفسها، للمشاركة في عملية انتشال جثمان طفل غرق في بحيرة السد، مشيراً إلى أنّ التحرك الإسرائيلي استنفر المجموعات المسلحة في المنطقة، ودفعها إلى الاشتباك مع قوات العدو، خشية دخول الأخيرة إلى القرى الصغيرة الواقعة على ضفاف بحيرة السد.
ويضيف المصدر، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «وجود قوات الأمن العام بالقرب من السد، هو السبب الأساسي في التحرك الإسرائيلي على ما يبدو، لكنّ الأمر لا يخلو من محاولة السيطرة على السد ضمن سلسلة الممارسات الإسرائيلية الرامية إلى السيطرة على الموارد المائية في المنطقة الجنوبية من سوريا، خاصة أن التوغّل جاء بعد يومين من إعلان العدو سد المنطرة (أم العظام) منطقة عسكرية محظورة على السكان». وفي إشارة أيضاً إلى دور الفصائل المسلحة في الاشتباك الأخير، يؤكّد مصدر طبي من «مشفى نوى»، لـ«الأخبار»، أنّ جميع المصابين البالغ عددهم 23 شخصاً، إضافة إلى الشهداء التسعة الذين ارتقوا في الاشتباك، هم من المجموعات التي خرجت لصدّ التوغل، نافياً وجود أي شخص من المدنيين ضمن المصابين، ولا سيما أنّ غالبية الإصابات وقعت ضمن منطقة الأحراج القريبة من قرية تسيل أو في تل الجموع، وكلتاهما «من المناطق الخالية من التجمعات السكانية».
من جهته، يوضح أحد المشاركين في الاشتباك أن الاستجابة لـ«النفير العام»، الذي أُطلق بشكل شعبي لا رسمي، كانت من مجموعات رفضت تسليم أسلحتها للحكومة السورية، والاندماج، في الوقت الراهن، ضمن قوات وزارة الدفاع، مشيراً إلى أن «غياب التنسيق بين المجموعات التي شاركت في عملية صدّ التوغل الإسرائيلي، كان سبباً أساسياً في حالة الإرباك التي شهدتها المعركة، والتي أفضت إلى تسجيل خسائر بشرية في صفوف المقاتلين». وطبقاً للمصدر نفسه، فقد استخدمت الفصائل الرشاشات الثقيلة خلال المعركة، في منطقة المحمية الوطنية، والتي تُعرف شعبياً باسم «حرش تسيل».
ويتابع المقاتل، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، لـ«الأخبار»، أنّ العدو «استخدم كثافة نيران كبيرة من سلاحي المروحيات والطيران المُسيّر، جنباً إلى جنب القصف المدفعي الكثيف على تل الجموع، والذي انتشرت فيه الفصائل المشاركة في عملية صدّ العدوان»، ما منع «وقوع مجموعة مكوّنة من حوالي 20 جندياً إسرائيلياً في الأسر بعد إطباق الطوق حولها». وعلى ضوء الغارات وغياب التنسيق وتسجيل خسائر بشرية كبيرة، «تمكّنت قوات الاحتلال من فك هذا الطوق». إلا أنّ «حركة هبوط المروحيات بالقرب من بوابة المحمية، حيث تجمّع جنود العدو قبل أن ينسحبوا بشكل كامل نحو قاعدتهم في (تل أحمر غربي)، تشير إلى تسجيل إصابات في صفوف الاحتلال على الرغم من عدم إعلانه عن ذلك»، طبقاً للمصدر نفسه.
وجاء ذلك فيما شيّع الآلاف من السوريين في نوى في ريف درعا، أمس، جثامين الشهداء التسعة الذين سقطوا نتيجة العدوان الإسرائيلي على المنطقة، وسط تكبيرات وهتافات «بالروح بالدم نفديك يا شهيد».
إلى ذلك، علمت «الأخبار» من مصادر صحافية أنّ وزارة الإعلام، وعبر مكتب «الشؤون الصحافية»، وجّهت العاملين في وسائل الإعلام بعدم الحديث عن وجود «حالة منظّمة في الرد على العدوان»، أو «مشاركة فصائل في عملية الاشتباك»، ومحاولة حصر ما حصل في كونه «حالة شعبية واستجابة لنداءات النفير العام الذي أطلقته مساجد المدينة والقرى المحيطة بها»، مشيرةً إلى أنّ الهدف من ما تقدّم هو «تجنّب استفزاز تل أبيب، وعدم إعطائها مبررات لاستمرار عملياتها في الداخل السوري بحجة محاربة الفصائل الجهادية».
على أنّه وبالرغم من التلاعب المشار إليه في السردية الإعلامية، فقد علّق المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفخاي أدرعي، في منشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي على الأحداث في درعا، بالقول إنّ «قوات من (اللواء 474) صادرت، في منطقة تسيل في جنوب سوريا، وسائل قتالية ودمّرت بنى تحتية إرهابية»، مشيراً إلى أنّه «خلال العملية، أطلق عدد من المسلحين النار نحو قواتنا العاملة في المنطقة، لتقوم القوات باستهدافهم والقضاء على عدد من الإرهابيين المسلحين في استهداف بري وجوي».

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي