الحافزية والاستعداد والرغبة بمواصلة الحرب، كانت جلية لدى العدو منذ لحظة إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

قد يكون غريباً للبعض في لبنان سماع دعوات للعودة إلى الحرب. الغرابة مردّها إلى أن هناك من يعتقد بأن الستارة أُسدلت على زمن المقاومة.

الدرس الدبلوماسي الأميركي الذي أُعطي للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، بعد تصريحها الشهير في قصر بعبدا عن ضرورة إبعاد حزب الله عن الحكومة، يبدو أنه اقتصر على ضرورة تنميق العبارات التي يراد بثّها إلى الجمهور.

هل كان متوقّعاً خلاف ما صدر عن قمة الرياض بين الرئيس جوزيف عون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟

يبدو أنه لن يمر وقت طويل قبل أن يعلو صوت الخلاف بين أهل السلطة الجديدة. الهدوء والتنسيق كلاهما اللذان رافقا تكليف الرئيس نواف سلام، قد ينحسران خلف عاصفة قد تهبّ على العلاقات بين رئاستي الجمهورية والحكومة.

لم يكن أحد ينتظر من العدو أمراً مختلفاً عما أعلنه وزير حرب العدو إسرائيل كاتس بأن جيشه سيبقى في جنوب لبنان حتى إشعار آخر، بغطاء من الولايات المتحدة.

دعكم من جلسات مجلس النواب. ليس في الأمر إهانة لأي من النواب أو وزراء الحكومة. لكن، ما يحصل على مستوى تركيبة السلطات في لبنان، ليس فيه جديد لجهة آليات الحكم.

لا يمكن لبلد منقسم إلى هذا الحد أن يقرأ أهله وقائعه بغير مراميهم. الذين يكرهون المقاومة وقادتها، وسرَّهم أن العدو قتل السيد حسن نصرالله، سيجدون في قواميس الحقد كل ما يحتاجون إليه للتقليل من شأن حدث الأمس. وسيكون مضيعة للوقت، لمحبي المقاومة وأنصارها، والذين

أرسمه على شكل واحد منا. يعيش مثلنا. له طقوسه وله أوقاته الخاصة. وكل ما يميّزه ليس سوى التعب والصبر. كان محجوباً عن الناس. لكن يومياته ليست غريبة عن يومياتنا. في طريقه إلى مكتب أو مقر أو اجتماع، كان يسترق النظر من نافذة السيارة.

لا تزال هناك حاجة كبرى إلى التدقيق في كيفية الاتفاق على تسمية نواف سلام رئيساً للحكومة. المسألة هنا لا تتعلق بالبحث عن تفاصيل لقصة صحافية، بل لفهم ما يُدبّر للبلد.

قد يكون ممكناً التعامل بمسافة مع الحدث المتصل بالحصار الإسرائيلي - الأميركي على لبنان لدفعه إلى فتنة داخلية تستهدف أساساً المساس بحزب الله داخلياً، بعد فشل الحرب الإسرائيلية في تحقيق هدف القضاء على المقاومة عسكرياً.

ليس عادياً ما يحصل هذه الأيام في الأردن ومصر والسعودية. الوضع ليس متطابقاً في البلدان الثلاثة، لكن الأساس واحد، لجهة كيفية التعامل مع الحرب الإسرائيلية على غزة والفلسطينيين.