«80 باكو»... واقع يتجسّد في صالون تجميل!

هدى المفتي وانتصار في مشهد من العمل.
هدى المفتي وانتصار في مشهد من العمل.

في عالمٍ تتحرك فيه المشاعر بما تفرضه الحاجة، تدور أحداث مسلسل «80 باكو» (15 حلقة)، الذي عُرض في النص الأول من رمضان على «mbc مصر» و«شاهد»، ولا يُعد مجرد قصة تُروى، بل يشكل انعكاساً لواقع يعايشه الكثيرون. في هذا الواقع، لا تولد الأحلام إلا بثمن، وقد يأتي الخذلان من الأشخاص الذين ظننا أنهم سيكونون السند.

تُبرِز غادة عبد العال بصمتها النسائية المميزة في الكتابة، بينما تُتقن كوثر يونس الإخراج، ليخرج العمل كنافذة نطل على زوايا حياتية عميقة. تتقاطع مصائر النساء بين صالون تجميل متواضع وبيوت تخفي خلف جدرانها أسراراً قد لا تُقال إلا لغرباء عابرين!

«صالون لولا» لا يُعد مجرد محل لتصفيف الشعر، بل هو عالم موازٍ تعيش فيه النساء تفاصيل لا يراها أحد. خلف أبوابه، تنكشف أسرار الزبائن. فهذه امرأة تبكي خيانة زوجها، وأخرى تشكو من ابن سلك طريق الضياع، وثالثة تعاني من التنمر بسبب بشرتها السوداء.

في دور «لولا»، تُبدع الممثلة انتصار بأداء استثنائي، يجمع بين صلابة المرأة وهشاشة الأنثى التي تعبت من الصمود. هي مديرة صالون تجميل وسند لكل من حولها، لكنها في الحقيقة تعيش خذلاناً مستمراً، من أختٍ باعتها، وزوجٍ غدر بها، وأيامٍ لم تنصفها.

أما هدى المفتي (بوسي)، فتقدّم شخصية فتاة أحبت بصدق، سارت مع خطيبها «مختار» (خالد مختار) خطوة بخطوة لبناء بيت صغير، وظنت أن الحياة منحتها فرصة للحلم. لكن مختار يخذلها في منتصف الطريق. لا تستسلم، بل تقف وحدها في وجه الخيبة، فتصبح اليد التي تُنقذ الصالون من الإغلاق بعدما كانت تنتظر من ينقذها.

كذلك، تنجح رحمة أحمد في تقديم صورة مغايرة تماماً عن دورها الشهير «مربوحة» في مسلسل «الكبير أوي» مع أحمد مكي. يمزج أداؤها بين الضحك والدموع بلا ابتذال أو مبالغة. أما دينا سامي، فتظهر في شخصية «فاتن» التي يأكلها الحقد، وتشعل النار في «بوسي» بدافع الغيرة، مما يشكل نقطة تحول غير متوقعة في العلاقة بينهما ويكشف عن أبعاد جديدة لشخصيتها.

لا تسلك غادة عبد العال الطريق التقليدي في المسلسل، بل تقدم نهاية مختلفة، مؤكدةً أن السعادة لا تتوقف على رجل أو قصة حب سعيدة، بل تكمن في بيتٍ يمنح الأمان، وعملٍ يضمن الاستقلال، وقلوب صادقة لأصحاب يشكلون الدعم والتمكين.

«80 باكو» ليس مجرد عمل درامي، بل هو انعكاس لواقع تتجسد فيه الحقيقة خلف المرايا، حيث تبرز الحكايات بأنامل تمشّط الشعر تارة، وقلوب تبلسم الأحزان تارة أخرى.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي