«قلبي ومفتاحه»: دراما الحب والتناقضات

يتكوّن العمل من 15 حلقة فقط.
يتكوّن العمل من 15 حلقة فقط.

عندما يُفتح باب القلب، قد يكون المفتاح في يد القدر أو في يد شخص لا نتوقعه. هذا ما يطرحه مسلسل «قلبي ومفتاحه» الذي يحمل توقيع المخرج تامر محسن، ويجمع بين الرومانسية الحالمة والتوتر الدرامي، في تجربة تلفزيونية تفرض نفسها بين أبرز إنتاجات رمضان 2025.

منذ الحلقات الأولى، استطاع المسلسل جذب الأنظار، ليس فقط بقصته غير التقليدية، بل أيضًا بطرحه الذكي الذي يجمع بين الحب، الصراع النفسي، والتشابك الدرامي. في قلب هذه الحبكة، يجد «عزت» (آسر ياسين) نفسه في موقف غير منطقي حين يوافق بسهولة على الزواج من «ميار» (مي عز الدين)، المطلقة ثلاث مرات من «أسعد» (محمد دياب). علماً أن العمل يطرح فكرة «المحلل الشرعي» التي سبق أن تناولتها أعمال فنية عدّة.

شخصيات خارج القوالب النمطية

أبرز ما يميّز «قلبي ومفتاحه» هو شخصياته التي لا تخضع لمنطق تقليدي، بل تحكمها دوافع داخلية متناقضة. «عزت»، خريج كلية العلوم وصاحب شركة تعثرت بسبب أزمة كورونا، يتورط بسذاجة في وظيفة مشبوهة مع «أسعد»، ويوقع على إيصال أمانة بمليون جنيه من دون تفكير، ليجد نفسه في مأزق مع شبكة لتجارة العملة غير المشروعة.

في المقابل، يقدم أشرف عبد الباقي شخصية «شناوي»، خال «عزت». رجل ضعيف ومتردد يجد نفسه متورطاً في زواج غير متوقع من والدة «أسعد» (عايدة رياض)، خوفاً من بطش ابنها. أما «أسعد»، فهو الشخصية الأكثر تعقيداً. متدين ظاهرياً لكنه يتاجر بالعملات بطرق غير قانونية، يشعر بالذنب لكنه يبرر لنفسه، وهو الزوج الذي طلّق «ميار» ثلاث مرات لكنه لا يزال يفرض سيطرته عليها، ويهددها بحرمانها من ابنها إن لم تعد إليه وفقاً لشروطه.

رمزية العناوين والموسيقى التصويرية

من الذكاء الدرامي أن تحمل كل حلقة عنواناً مستوحى من أفلام مصرية شهيرة مثل «السفيرة عزيزة» (قصة وحوار أمين يوسف غراب، وإخراج طلبة رضوان) و«المتوحشة» (تأليف صلاح جاهين وإبراهيم الموجي، إخراج سمير سيف) و«إشاعة حب» (سيناريو حوار محمد أبو يوسف، وإخراج فطين عبد الوهاب) و«خطيب ماما» (تأليف السيد بدير، إخراج فطين عبد الوهاب)، و«طائر على الطريق» (تأليف وإخراج محمد خان). هذه العناوين لم تكن مجرد تلميحات سينمائية، بل عملت كمفاتيح لفهم تطورات القصة ودوافع الشخصيات.

أما الموسيقى التصويرية التي وضعها ساري هاني، فشكلت روح المسلسل الخفية، إذ عززت اللحظات الرومانسية وزادت من حدة التوتر الدرامي، خاصة مع الاختيار الدقيق للأغاني التي رافقت المشاهد، ما جعل التجربة السمعية والبصرية أكثر تأثيراً.

إيقاع متصاعد ومشهد محذوف يثير الجدل

رغم أن العمل يتكون من 15 حلقة فقط، إلا أنّ الحبكة الحقيقية لم تتفجر إلا مع الحلقة السادسة، حين بدأت الخيوط الدرامية تتشابك، ممهدةً لصدام الشخصيات الأساسية.

المفاجأة جاءت مع نشر الشركة المنتجة «سعدي ــ جوهر» مشهداً محذوفاً يظهر فيه «عزت» وهو يتحدث مع نفسه داخل تاكسي، متسائلاً عن سبب قبوله الزواج من «ميار» بهذه السرعة، في لحظة تجسد فيها صراعه بين عقله وعاطفته. هذا التسريب أثار تساؤلات حول ما إذا كان نشره متعمّداً لإثارة الجدل، أم أنه خرج للعلن عن طريق الخطأ.

«قلبي ومفتاحه» دراما تغوص في النفس البشرية، لتكشف تناقضاتها، وتطرح تساؤلات حول الحب، والخوف، والقدر، وتجعل المشاهد يترقّب الإجابة عن السؤال التقليدي: هل ينتصر الحب في النهاية؟

«قلبي ومفتاحه»: الساعة الحادية عشرة مساءً على قناة ON ومنصة WATCHIT.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي