«مدفع رمضان»: هدايا أم مناورة إعلامية؟

آخر إطلالات رمضان الدرامية كانت في «جعفر العمدة» (2023).
آخر إطلالات رمضان الدرامية كانت في «جعفر العمدة» (2023).

في كل موسم رمضاني، تحتدم المنافسة بين البرامج الترفيهية والدينية والاجتماعية، لكن هذا العام، خطف برنامج «مدفع رمضان» (dmc) الأضواء، ليس فقط لأنه التجربة الأولى لمحمد رمضان في تقديم البرامج، بل أيضاً بسبب الجدل الذي رافقه منذ الإعلان عنه.

حقق البرنامج نسب مشاهدة مرتفعة وانتشاراً واسعاً، مستفيداً من شعبية الفنان المصري المثيرة للجدل. لكن التساؤلات سرعان ما طُرحت حول طبيعة البرنامج وتمويله. يقدّم «مدفع رمضان» (DMC، وWATCHIT) جوائز مالية ضخمة للفائزين، سواءً عبر مداخلات هاتفية أو لقاءات مسجلة مسبقاً. لكن أمام كلّ هذا السخاء، برز السؤال الأهم: من أين تأتي الأموال؟

يحرص رمضان، المعروف بأسلوبه الاستعراضي، على تكرار جملة: «دي حاجة بسيطة... ما أنا لحم كتافي من خيركم!»، في إيحاء بأنّ الهدايا من أمواله الخاصة، وهو أمر يصعب تأكيده أو نفيه في ظل غياب الشفافية حول آلية تمويل البرنامج.

توقيت إطلاق البرنامج يثير تساؤلات إضافية، إذ يأتي بعد تراجع شعبية رمضان في السنوات الأخيرة، على خلفية اتهامه بالتطبيع، وتراجع إيرادات أفلامه، وغيابه الدرامي منذ «جعفر العمدة» (تأليف وإخراج محمد سامي ــ 2023). ومع براعته في صناعة «الترند»، يبدو أن اختياره العودة عبر برنامج يحمل طابعاً خيرياً ليس مجرّد مصادفة، بل خطوة محسوبة لإعادة ترميم صورته الجماهيرية وتلميعها.

لكن ما يثير الجدل أكثر هو إعادة تعاونه مع شركة «المتحدة للخدمات الإعلامية»، بعد مدة من الفتور. فهل البرنامج فكرة رمضان نفسه، أم أنّه جزء من خطة أكبر لإعادة تقديمه بوجه أكثر قبولاً؟ وهل تقاضى أجراً مقابل تقديمه؟ وهل التمويل قائم بالكامل على الرعاة فيما جرى التعاقد مع صاحب أغنية «نمبر وان» كمقدّم فقط؟

حتى اللحظة، لا إجابات قاطعة على هذه التساؤلات. ربما يكشف رمضان شخصياً عن خفايا البرنامج لاحقاً، أو ربّما يظل «مدفع رمضان» مجرد فقاعة إعلامية أخرى تخفت بعد انتهاء الموسم، كما حدث مع ترندات كثيرة سابقة.

«مدفع رمضان»: الساعة السادسة مساءً بتوقيت بيروت على قناة dmc.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي