«المدينة» السورية لم تعد تجيب!

بعد مرور عشرين عاماً على إطلاقها، أعلنت إذاعة «المدينة» الخاصة عن توقّف بثها على موجة «أف أم». وتداول العاملون في المحطة في حساباتهم عبر فايسبوك ذكرياتهم في المكان ومع فريق العمل الذي مر عليه العديد من الأسماء اللامعة في مجال الصحافة الإذاعية في سوريا، وأشهرهم المدير التنفيذي للإذاعة ومقدم برنامجها الأشهر «المختار» الإعلامي باسل محرز، الذي ناقش فيه العديد من القضايا الفنية والاجتماعية والاقتصادية، والمواضيع المتعلقة بالمجتمع المدني.
محرز الذي بدأ مسيرته في برنامج للهواة ضمن إذاعة «صوت الغد» اللبنانية عام 2004، غادر المشهد الإعلامي السوري بعد إعلام سقوط نظام بشار الأسد، ونشر لاحقاً أن الموسم 13 لبرنامجه «المختار» هو الموسم الأخير، مختتماً بعبارة أننا «إن غبنا فلأني لم أساوم ولأن ابتعدت لأن التملق والمحاباة مهارة لا أمتلكها». وكانت الإذاعة قد تعرّضت لنوع من التضييق شبيه بما تعرضت له باقي وسائل الإعلام السورية بذريعة «عودة جزء من ملكيتها لأحد أراكان النظام الساقط».
وفيما لم يشر أيّ من العاملين في الإذاعة عن سبب الإغلاق، كانت واحدة من المشاكل التي واجهت الإذاعة أخيراً هو طلب المشرف المعين من قبل الإدارة السورية ببث مواعيد أذان الصلاة بما يتعارض مع الهوية الفنية والترفيهية للراديو، إضافة إلى تعرض إحدى مقدمات البرامج في الراديو غالية الطباع لهجوم كبير بسبب خروجها ببث عبر حسابها في فايسبوك تدعو فيه زوار دمشق إلى العودة إلى محافظاتهم، معبّرةً عن انزعاجها من «وجوه غريبة عن المدينة»، ما اعتبره بعضهم خطاباً فوقياً عرّضها لهجوم واسع.