رام الله | يستقبل الفلسطينيون الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يزور فلسطين الأسبوع المقبل، على طريقتهم الخاصة، اذ قرروا ايصال رسائل مبتكرة له مستوحاة مما سبق أن قاله، أو من الواقع الفلسطيني المعاش على الأرض، لأن الرسائل الكلاسيكية، لم تعد تجدي نفعاً. رسائل يمكن الاطلاع عليها من خلال تصفح صفحات التواصل الاجتماعي مثل «فايس بوك»، أو السير في شوارع رام الله الرئيسة، حيث يمكن رصد إعلان كبير يحمل صورة للرئيس أوباما كُتب عليها «الرئيس أوباما: تأكّد من قدومك إلى رام الله قبل ساعتين من موعدك، فقد يتطلب الأمر ساعتين من الزمان لعبور حاجز قلنديا». فكرة هذا الإعلان هي محاولة لإيصال رسالة الى لرئيس الأميركي حول طريقة عيش الفلسطينيين اليومية، وكيف يعانون عند عبور الحواجز العسكرية الإسرائيلية، كما يشرح ماهر علاونة لـ«الأخبار»، وهو واحد من مجموعة من الشباب الفلسطيني القائمين على الفكرة، والذين ابتكروا هذه الرسائل.
«بوستر» آخر انتشر على صفحات الانترنت وفي الشوارع أيضاً، يحمل صورة أخرى للرئيس أوباما، لكنّها تقول هذه المرّة «الرئيس أوباما: لا تحضر هاتفك الذكي إلى رام الله، فلن تجد اتصالاً بالإنترنت عن طريق الهاتف، فنحن ليس لدينا نظام G3 في فلسطين». والفكرة من هذا الإعلان، كما يقول ماهر، مستوحاة مما قاله الرئيس الأميركي عندما تسلم الرئاسة، بأنّه لن يتخلى عن هاتفه «البلاك بيري» رغم أن القانون الأميركي يمنع الرئيس من استعمال هاتفه النقال لدواع أمنية.
الأفكار الأخرى، التي ستنتشر خلال الأيام المقبلة تحمل رسائل شديدة اللهجة، لكن «الأخبار» حصلت على مضمونها والنص الذي سينشر فيها، حيث تقول الرسالة الثالثة: «C ليس فيتاميناً في فلسطين، بل هي مناطق مباحة لإسرائيل لبناء مستوطناتها خلال 24 ساعة، وهي إشارة إلى منع دولة الاحتلال للفلسطينيين من استخدام أراضيهم لحجج الأمن، بينما تستطيع إسرائيل فعل ما تشاء بها».
وتتحدث رسالة رابعة عن فكرة «المياه»، حيث يطالب فيها الفلسطينيون أوباما بأن «يحضر زجاجة المياه خاصته إلى رام الله، لأننا لا نملك مصادر للمياه»، وهي تهدف الى إيصال رسالة إلى الرئيس الأميركي عن حرمان ملايين الفلسطينيين من المياه، لا بل وسرقة آبارهم الارتوازية، ثم بيعهم مياههم التي كانوا يملكونها، لأنه يحق لإسرائيل ما لا يحق لغيرها.
وهذه الرسائل المبتكرة لا تستهدف فقط الرئيس الأميركي، وإنّما العالم بأسره. كما أنّها تبعث برسائل مباشرة وغير مباشرة عن فشل المشاريع الفلسطينية الرسمية في توصيل معاناة الفلسطينيين اليومية. كذلك تطرح الأفكار تساؤلات كثيرة عن جدوى السياسة الرسمية الفلسطينية، وعن عدم إشراك الجيل الفلسطيني الشاب في دوائر صنع القرار، أو حتى الأخذ بمبادراته بين الحين والآخر، لأن الشباب دائماً ما يثبتون تفوقهم على الساسة بأفكارهم اللاعنفية المبتكرة في الآونة الأخيرة، والتي لاقت رواجاً دولياً كبيرة وقوبلت بالكثير من الاحترام، كبناء القرى الافتراضية، أو إغلاق شوارع المستوطنين، أو التظاهر داخل المراكز التجارية التي تبيع منتجات المستوطنات وغيرها من الأفكار.
من جهة ثانية، أكّد مصدر مسؤول في السلطة الوطنية أنّه لا علم للسلطة ولا حتى وزارة الخارجية بأي تفاصيل أو معلومات حول الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي الى مدينة بيت لحم وكنيسة المهد نهاية الشهر الجاري.
ويستدل من خلال المشاهدات أن مدينة بيت لحم، لم تتهيّأ لهذه الزيارة، فلا تحضيرات لوجستية ملموسة في الشوارع لاستقبال أوباما ولا حتى انتشار أمني تمهيدي قبل الزيارة فالمدينة تعيش حالة من الهدوء، على غير عادتها في حال زيارة رئيس دولة خاصة بحجم الولايات المتحدة الاميركية.