على بالي
انتهت زيارة جوزيف عون للسعوديّة. كيف يمكن تقييمها بمقياس النجاح والفشل؟ النجاح اقتصرَ على فيديو الموكب وهو يدخل أمام مدخل القصر في الرياض، وكانت تواكبه الدرّاجات الناريّة (لاحظتُ أنّ الدرّاجات لم تكن أبداً متناسقة في مسيرها خلافاً لأبسط مبادئ تشريفات الاستقبال والمرافقة الرئاسيّة).
طبعاً، اعتزَّ الشعب اللّبناني كثيراً بمشهد دخول موكب الرئيس (تماماً كما اعتزّ شعب لبنان عندما رفع شعار: «فرنسا أمّ الدنيا عموم، اعتزّوا يا لبنانيّي»). الفشل كان ذريعاً في الزيارة:
١) خلا البيان الختامي من أيّ اتفاق. لم يتّفقوا حتى على عَودة الصادرات اللّبنانيّة. لم يتّفقوا على رفع حظْر السفر. طبعاً، لم يصدر أيّ إعلان بمساعدة لبنان. أي إنّ الولاء الذليل من النظام اللّبناني للسعوديّة هو ولاء مجّاني خالص. قدّم النظام اللّبناني واجبات الطّاعة من دون مقابِل. وكان ميشال عون قد زار السعوديّة كأوّل مَقصد ولم ينل أيّ ثمار.
لبنان الرسمي تناسى عمليّة خطْف رئيس الحكومة اللّبناني وتصنيف أكبر حزب لبناني بالإرهابي، تماشياً مع رغبة إسرائيل. وهو نسي أيضاً أنّ السعودية تموّل أطرافاً شتّى في لبنان.
لا، جوزيف عون يقول إنّ على إيران أن تتعامل مع لبنان كدولة، كأنّ السعودية وأميركا لا تتعاملان مع أطراف وشخصيّات خارج نطاق الدولة. هل أنّ خطْف رئيس حكومة لبنان وتعذيبه كان تعاطيَ دولة لدولة؟
«القدس العربي» عبّرت عن توقّعات النظام من الزيارة فقالت: «أيّ هديّة ستقدّمها السعوديّة للرئيس اللّبناني؟».
لم يتوقّع أن تكون الهديّة فيديو لدخول موكبه الرئاسي إلى بلاط الأمير. عاد عون صفْر اليدَين، لكن بعدما تلقّى عِظات سعوديّة حول حصريّة السلاح والطائف، أي ملاحظات سعوديّة عن الوضع الداخلي اللّبناني.
تخيّل أن يُصرَّ الوفد اللّبناني على تضمين البيان الختامي كلاماً عن الوضع الداخلي في السعودية، وعن ضرورة وضْع دستور للبلاد وإطلاق سراح المعتقلين السياسيّين، اللّبنانيّين منهم وغير اللّبنانيّين. وما إنْ وصل الرئيس إلى القاهرة حتى أعلن هويّة جديدة للبنان: قال إنّ لبنان ينتمي إلى «العالم الحر». وبزيارة السعودية التحمنا بالعالم الحرّ. عون سيحارب الشيوعيّة الآن؟