على بالي
مقابلة جوزيف عون مع غسّان شربل:
1) حزنتُ على غسّان شربل. قلمه إنشائي جميل لكنّه أفنى سنوات عمله في وسائل إعلام الأمراء، فبات فاقداً لمعايير دنيا للمهنة. لا يستطيع أن يُسائل مسؤولاً؛ لأنّه تعوّدَ على إعلام التبجيل السعودي والإماراتي (على طريقة لاري كنغ في مقابلاته مع فرانك سناترا عندما كان يسأله: لماذا نحبّك يا فرانك؟). لم يسأل سؤالاً واحداً مُحرجاً لعون، ولم يحاول محاججته حتى في أقوال غير صحيحة (أدناه مثلاً). كان شربل يستجدي إطراء النظام السعودي من ضيفه، وعندما يعطيه ما يريد، لا يكتفي فيسأله من جديد. سأله غير مرّة عن الجالية اللّبنانيّة هناك (التي هدّدت السعوديّة بطردها غير مرة بسبب انتقاد المملكة في الصحافة اللّبنانيّة) وحدّثه عون عن «احتضان» السعوديّة للبنانيّين. ماذا يعني الاحتضان؟ أنا أعيش وأعمل في أميركا، هل هذا يعني أنّ أميركا تحتضنني؟ كان واضحاً أنّ شربل أراد من عون أن يحثّ الجالية على تقديم المزيد من واجبات الطاعة والولاء والانصياع (حذّرني نقيب المحرّرين الراحل، الضليع اللّغوي ملحم كرم، من استعمال كلمة انصياع). لا يسأل شربل أيَّ سؤال لا يفيد النظام السعودي. لماذا يدخلون في حقل الإعلام إذا كان هدفهم البروباغاندا الفاقعة؟
2) بدا جوزيف عون متحدّثاً سلساً وذكيّاً. وله قدرة على الحديث البسيط، ربّما لأنّ خِبرته كقائد للجيش سمحت له بالاختلاط مع مختلف الناس باختلاف طوائفهم وطبقاتهم. لا يتفلسف في الحديث ويتحدّث باقتضاب. يجيب عن الأسئلة بتحديد، وإذا كان هذا نتيجة تحضير مُسبق فهذا حسن. يبدو أكثر كفاءة من المُتوقّع.
3) قال إنّ الجيش لا يطلب أسلحة متطوّرة. حسناً، ولماذا نقول إنّ الجيش يمارس حصريّة السلاح؟ هي حصريّة السلاح العقيم؟
4) قال إنّ الجيش يقبل أيّ سلاح مجّاني. غير صحيح. هو وغيره رفضوا سلاحاً مجّانيّاً من إيران وروسيا.
5) حاجج إسرائيل بأنّ المواقع التي تحتلّها ليست بذات أهميّة إستراتيجيّة. يعني لو كانت، كان يحقّ لها احتلالها؟
6) كشافة أمل والحزب تصدّت للعدوان الإسرائيلي أكثر من الجيش. لماذا؟