الجمهوريون يعلنونها حرباً مقدسة لعيون إيلون ماسك

في مشهد يجسّد الاهتمامات الفريدة لبعض السياسيين الأميركيين، أعلنت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين وحلفاؤها عن حملة حازمة ضد ما وصفوه بـ «الإرهاب الداخلي»... لكن هذه المرة، ليس ضد الجماعات المتطرفة أو التهديدات الأمنية الحقيقية، بل ضد أي شخص يجرؤ على إظهار كراهيته لإيلون ماسك أو المسّ بسيارات شركته «تسلا» المقدسة.
In Seattle several Cybertrucks spontaneously combusted. #TeslaTakedown pic.twitter.com/eiej9HW0Pe
— Anonymous (@YourAnonCentral) March 11, 2025
بقيادة غرين، أرسل النواب الجمهوريون رسالة إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزيرة العدل، يطالبون فيها بالتحقيق في ما اعتبروه «هجوماً منظماً» على ماسك وشركته «تسلا»، وحتى على وزارة «كفاءة الحكومة» الفيدرالية التي يديرها. والأكثر طرافة في هذه الرسالة أنها تستند إلى «تقارير، بما فيها تصريحات ماسك نفسه»، والتي تزعم أن منظمات غير حكومية مرتبطة بالديمقراطيين تموّل أعمال التخريب ضد سيارات «تسلا» في الولايات المتحدة. بالطبع، لا توجد أدلة داعمة لهذا الادعاء، لكن متى كانت الأدلة شرطاً للخطابات الشعبوية التي يطلقها هذا التيار السياسي؟
ولم تقتصر الحملة على الخطابات فقط، فقد تعهد الرئيس دونالد ترامب شخصياً بإعلان أي شخص يخرّب سيارة «تسلا» إرهابياً محلياً، في مشهد كاريكاتوري يجمع بين الولاء الأعمى لملياردير و«السيادة الوطنية» على حساب أي أولويات حقيقية. وبروحية رجل الأعمال الذي يبيع كل شيء، لم ينسَ ترامب الترويج لسيارات «تسلا» في حديقة البيت الأبيض، حتى أنه وعد بشراء واحدة!
من المفارقات أن غرين، التي تقود هذه الحملة، قد تكون انتهكت قواعد الأخلاقيات في الكونغرس بسبب امتلاكها أسهماً في «تسلا»، مما يجعل جهودها دفاعاً عن مصالحها المالية الخاصة أكثر من كونها حملة لحماية «القيم الأميركية». لكن وفقاً لمتحدثها الإعلامي، فإن أي شخص يطرح هذه النقطة هو مجرد «دمية ديمقراطية»، لأن المنطق السائد هنا هو أن الولاء لماسك يعلو فوق الأخلاقيات.
وفي الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة أزمات اقتصادية وسياسية حقيقية، يبدو أن الأولوية لدى بعض الجمهوريين هي تحويل المليارديرات إلى ضحايا مقدسين، وجعل الدفاع عنهم قضية أمن قومي.