نتنياهو يحتفي بالرئيس العائد: توجّس من «البطة العرجاء»


عقب معركة انتخابية محتدمة، أُعلِن دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، إثر فوزه على المُرشّحة الديمقراطية، ونائبة الرئيس الحالي، كامالا هاريس، وهي النتيجة التي انتظرتها إسرائيل بفارغ الصبر، خصوصاً ائتلافها الحكومي الذي سارع وزراؤه إلى تهنئة الرئيس العائد والاحتفاء به، لما يعتبرونه عودة تخدم مصالحهم، ونتيجة يُعوّل عليها لتحقيق «النصر المطلق». ولم يتأخر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في مباركة النتيجة، وكتب على صفحته في «إكس» مخاطباً ترامب: «عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمثّل بداية جديدة لأميركا والتزاماً متجدّداً وقوياً بالتحالف الكبير بين إسرائيل وأميركا. هذا انتصار عظيم!». أمّا وزير الأمن الجديد، يسرائيل كاتس، المُعيّن بدلاً من يوآف غالانت عقب إقالة الأخير، فكتب على المنصّة ذاتها: «تهانينا للرئيس المنتخب دونالد ترامب على فوزه التاريخي. معاً سنعزّز التحالف الأميركي الإسرائيلي ونعيد المختطفين ونقف بثبات لهزيمة محور الشر الذي تقوده إيران».
وفي الاتجاه نفسه، كتب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش: «فليبارك الله إسرائيل، وليبارك الله أميركا»، فيما اختار زميله وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، التهنئة بالفوز من على منصة الهيئة العامة للكنيست، قائلاً إن «هذا هو وقت (فرض) السيادة، والنصر المطلق، وسنّ عقوبة الإعدام على الإرهابيين. هذا هو الوقت المناسب لمختلف أنواع القوانين، وأنا متأكد من أن رئيس الولايات المتحدة سيتفق معنا فيها. تهانينا لدولة إسرائيل: إلى النصر المطلق». وبدوره، اختار رئيس لجنة القانون والدستور البرلمانية، سيمحا روتمان، افتتاح جلسة اللجنة بـ«صلاة شكر» لفوز ترامب.
ويعوّل التيار الصهيوني الديني، الذي عبّر مختلف قياداته عن فرحهم بعودة الرئيس الجمهوري، على أن هذه العودة ستتيح إزالة العقوبات التي فرضتها إدارة جو بايدن على بضعة مستوطنين وكيانات ومنظمات استيطانية، وستدفع نحو تأييد فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والمستوطنات التي التهمت أكثر من 60% من أراضيها.


على أن بايدن وهاريس سيواصلان العمل في منصبيهما حتى تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني/ يناير، وهي الفترة التي تُسمى أميركياً «البطة العرجاء»، الأمر الذي يعني بالنسبة إلى إسرائيل، وفقاً للمحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وموقع «واينت»، رون بن يشاي، أن بايدن سيواصل إدارة السياستين الداخلية والخارجية للولايات المتحدة في الشهرين المقبلين، اللذين سيكون على إسرائيل فيهما الإصغاء والانتباه، وتنسيق سياستها قدر الإمكان مع هذه الإدارة، وخصوصاً تلك التي يُملى عليها فيها مسار الحرب. ورجّح بن يشاي أنه بعد خسارة هاريس، سيعود بايدن لتولي القيادة، متحرراً من قيود الحملة الانتخابية التي فرضتها أصوات الناخبين الأميركيين من المسلمين واليهود.
وبحسبه، فإنه في الوقت الذي سيغادر فيه، سيحاول بايدن ترك إرثٍ واضحٍ ليبقى في الذاكرة. وبما أنه ليس في وسعه فعل الكثير على مستوى الشؤون الأميركية الداخلية، فهو في الشرق الأوسط يرغب في أن يُسجل باعتباره الشخص الذي أنهى الحرب في غزة ولبنان، ووضع حداً لمعاناة الفلسطينيين، وردع إيران. كما قد يعزز مساعدته لأوكرانيا قدر المستطاع، لإدراكه أن خلَفه قد يُحدث تحولاً في السياسة الأميركية يصب في مصلحة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على حساب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وطبقاً للمحلل فإن إقالة غالانت وغيابه خلال هذه الفترة سيؤثران على العلاقات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة، خصوصاً أن إدارة بايدن لا تثق كثيراً بنتنياهو ولا تخفي هذا. وعليه، ستطالب الإدارة الأميركية إسرائيل بزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، وتخفيف كثافة الحرب في شمال القطاع، وصولاً إلى وقف إطلاق النار والقبول بإدارة بديلة فيه، تضم على الأقل أعضاء من السلطة الفلسطينية، بصفة ذلك مفتاحاً لمشاركة الدول العربية في إعادة الإعمار. على أن نتنياهو وشركاءه لن يقبلوا بما تقدّم، وهو ما يشكل فرصة، بحسب بن يشاي، للتذكير بـ«مهلة» وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين، أنتوني بلينكين، ولويد أوستين، لإسرائيل، لزيادة شاحنات المساعدات خلال مدّة الثلاثين يوماً، تحت طائلة بدء الولايات المتحدة تأخير شحنات الأسلحة.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي