«مهمّتنا هي إيقاف القوة التي تستخدمها المؤامرة بشكل منهجي، ومنعها من التفكير والتصرف بكفاءة»، بهذه العبارة التي قالها جوليان أسانج يوماً، يمكن تلخيص سيرته الحافلة بالمغامرات والنضال والمطالبة بحريّة الوصول إلى المعلومات من أجل منع دول الاستعمار من كمّ أفواه الشعوب.

ولد جوليان أسانج عام 1971 في تاونسفيل في كوينزلاند الأسترالية. وخلال مراهقته، اكتسب شهرة في مجال برمجة الكمبيوتر، وفي القرصنة الإلكترونية التي لفتت أنظار الشرطة الأسترالية إليه. وكان له نشاط أكاديمي أيضاً، حيث شارك في تأليف كتاب من أكثر الكتب مبيعاً عن الجانب الناشئ والمتمرد للإنترنت، قبل أن يدرس الفيزياء والرياضيات.
هو مؤسّس وناشر «ويكيليكس»، والحائز العديد من الجوائز لعمله الصحافي، بما في ذلك جائزة «منظمة العفو الدولية» للإعلام في المملكة المتحدة، وجائزة الـ«إيكونوميست»، و«جائزة مارثا جيلهورن للصحافة»، و«جائزة مؤسسة سيدني للسلام»، و«جائزة ووكلي»، وغيرها الكثير. نُشرت مقالات بقلم جوليان أسانج في «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«نيوزويك» و«الغارديان». كما رشّح لجائزة نوبل للسلام في مناسبات عديدة.
وعام 2006، أطلق «ويكيليكس» بالتعاون مع مجموعة من الناشطين المتقاربين معه فكرياً وخبراء تكنولوجيا المعلومات. وعندما نشر الموقع عام 2010، لقطات لجنود أميركيين يطلقون النار على مدنيين عراقيين، أصدرت السويد مذكرة اعتقال بحق أسانج، متهمة إياه بالاغتصاب ضمن خطة لتسليمه إلى واشنطن. وقد شكل هذا بداية المعركة القانونية التي خاضها أسانج والتي استمرت 14 عاماً، بعد اعتقاله في المملكة المتحدة. ففي عام 2012، طلب اللجوء في السفارة الإكوادورية في لندن، بعدما وجد تعاطفاً مع قضيته لدى رئيس البلاد آنذاك. وأمره رئيس الإكوادور اللاحق بمغادرة المبنى، وألقت الشرطة البريطانية القبض عليه، ثم أمضى خمس سنوات في سجن بريطاني، بينما واصل جهوده لمقاومة تسليمه إلى الولايات المتحدة.