تهديدات إسرائيلية متواصلة للعراق: الضغوط على المقاومة تتعاظم

غداة بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الإسرائيلي، تزايدت ضغوط الحكومة العراقية على «المقاومة الإسلامية في العراق» لوقف العمليات التي تشنها ضد مواقع في فلسطين المحتلة إسناداً قطاع غزة. إلا أن تهديد الوزير الإسرائيلي، زئيف إلكين، أمس، للعراق، كشف أن العدو يبيّت نوايا خبيثة ضد بلاد الرافدين، وأن عمليات المقاومة هي مجرد حجة لتوجيه ضربات إسرائيلية ضدها.
ونقلت إذاعة جيش العدو عن إلكين، وهو عضو كنيست ووزير في وزارة المالية، قوله إن وقف إطلاق النار في لبنان لا يشمل من وصفهم بـ»أذرع إيران في العراق واليمن»، و»إننا لم نقطع أي التزام بذلك. وهؤلاء لا يعملون لمساعدة حزب الله وإنما لمساعدة حماس. هؤلاء أذرع إيرانية ولا وقف لإطلاق النار معهم».
ويأتي التهديد الإسرائيلي منسجماً مع التقارير المتزايدة عن نية العدو توسيع عدوانه ليشمل ساحات أخرى، في إطار الهدف الذي وضعه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والمتمثل في التركيز على محاربة إيران، كواحد من الأسباب التي دفعته إلى القبول بوقف إطلاق النار في لبنان. وتفيد تلك التقارير بأن العدو قد يسعى للتعويض عن الحرب الصعبة في لبنان، بتوسيع الاستهدافات من سوريا إلى العراق.
وكان العدو قد كرّر، في الآونة الأخيرة، تهديداته بضرب بنى تحتية في العراق واستهداف قادة في المقاومة رداً على هجمات الأخيرة على أهداف داخل فلسطين المحتلة. ونقلت واشنطن رسائل إلى بغداد في هذا الشأن، مع تحذير من أنها لا تستطيع فعل الكثير لثني تل أبيب عن تنفيذ تهديداتها. وفي المقابل، سعت الحكومة العراقية، التي طلبت من المقاومة وقف عملياتها لعدم إعطاء ذريعة للعدو لضرب العراق، خلال الأيام الماضية، لاستغلال التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان لممارسة ضغوط أكبر في هذا الاتجاه على فصائل المقاومة، وتشكيل جو داخل ضاغط على الأخيرة. وقال الناطق باسم الحكومة، باسم العوادي، أول من أمس، إن بغداد لعبت دوراً في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين لبنان والعدو. وكانت المقاومة العراقية أعلنت، غداة التوصل إلى الهدنة على الجبهة اللبنانية، أنها ستواصل عملياتها الهجومية ضد أهداف للعدو في فلسطين المحتلة، بمعزل عن تلك الهدنة.