ظريف: مساعي السعودية ستبوء بالفشل

وأمس، دخل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على خطّ الساعين للتخفيف من حدّة الخلاف المتجدّد بين قطر وجيرانها، عبر اتصال مع نظيره الكويتي ونائب رئيس الوزراء، صباح خالد الحمد الصباح، شدّد فيه على أهمية «الكفاح ضدّ إيران... وأهمية مجلس التعاون الخليجي لمواجهة مصاعب المنطقة كافّة، وخاصة تهديدات إيران في الخليج»، في وقت تردّد فيه أن ثمّة مبادرة كويتية جديدة ينوي أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح طرحها على فرقاء الأزمة.
وفي خطوة تنطوي على ردّ غير مباشر على التصعيد السعودي في قمم مكّة الثلاث، شهدت طهران اجتماعاً جمع ممثلين من حركة «أنصار الله» اليمنية والوزير ظريف وأمين لجنة «تشخيص مصلحة النظام» محسن رضائي، ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى، أكدوا فيه «الدعم المادي والمعنوي للشعب اليمني» إلى جانب التشديد على ضرورة وقف الحرب وإنهاء الحصار. وقال ظريف، أثناء الاجتماع، إن «الشعب اليمني سينتصر في النهاية، والدفاع عن اليمن بات واجباً على الجميع، إذ إن اليمنيين يدافعون عن الكرامة والقيم الإنسانية».
وأمس، شنّ ظريف هجوماً على السياسة الأميركية ضد بلاده، معتبراً أن «الحرب والتفاوض، بشروط أو بدون شروط، لا يمكنهما أن یجتمعا معاً». ونشر الوزير الإيراني، على حسابه في «تويتر»، شريط فيديو لطفل إيراني بحاجة إلى ساق اصطناعية لا تتمكّن أسرته من توفيرها بسبب العقوبات الأميركية، معلّقاً بالقول: «الإرهاب الاقتصادي الأميركي يستهدف الشعب الإيراني البريء... مثل هذا الطفل الصغير يكبر ولا تستطيع أمه الحزينة أن توفّر ساقاً اصطناعية له. هذه هي الحرب الاقتصادية التي يشنّها دونالد ترامب».
موقف ظريف أتى في سياق تأكيد الرد الإيراني على دعوة بومبيو من سويسرا، قبل يومين، إلى تفاوض غير مشروط مع إيران، وهو ما رفضته طهران على لسان أكثر من مسؤول، إذا لم يسبقه تراجع عن الخطوات الأميركية وحملة الضغوط. في غضون ذلك، أصدر الحرس الثوري بياناً، لمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لوفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، شدّد فيه على أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رغم المؤامرات التي تحوكها الجبهة الشيطانية ضدها بشكل مستمر، عازمة أكثر من السابق على تخطي الصعاب... ولن تستسلم أمام العقوبات الظالمة».